وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (٤٠) قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ (٤١) فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (٤٢) وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (٤٣) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٤٤) [سورة النمل : ١٧ ـ ٤٤]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم القميّ : قعد على كرسيّه ، فحملته الريح ، فمرّت به على وادي النمل ، وهو واد ينبت الذهب والفضّة ، وقد وكّل الله به النمل ، وهو قول الصادق عليهالسلام : «إنّ لله واديا ينبت الذهب والفضّة ، قد حماه بأضعف خلقه ، وهو النمل ، لو رامته البخاتيّ من الإبل ما قدرت عليه».
ـ وقال أبو جعفر عليهالسلام في قوله (فَهُمْ يُوزَعُونَ) : «يحبى أولهم على آخرهم» (١).
فلمّا انتهى سليمان إلى وادي النمل ، قالت نملة : (يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَ) إلى قوله تعالى : (فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ).
ـ أقول : قال الإمام الصادق عليهالسلام في قول الله : (فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها) : «لمّا قالت النملة : (يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) ، حملت الريح صوت النملة إلى سليمان عليهالسلام ، وهو مارّ في الهواء ، والريح قد حملته ، فوقف ، وقال : عليّ بالنملة. فلمّا أتي بها ، قال سليمان : يا أيّتها النملة ، أما علمت أنّي نبيّ ، وأني
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٢٩.