عاد ، فقال : (كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ) والتأنيث لمعنى القبيلة ، لأنه أراد بعاد القبيلة (إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ) في النسب (هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ) الله باجتناب معاصيه (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) إلى قوله (رَبِّ الْعالَمِينَ) ـ مر تفسيرها في السؤال السابق ـ (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ) أي : بكل مكان مرتفع. وقيل : بكل شرق .. وقيل : بكل طريق ـ [أقول : قال أبو جعفر عليهالسلام وأمّا قوله : (بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً) : «يعني بكل طريق آية ، والآية عليّ عليهالسلام (تَعْبَثُونَ)](١).
ثم قال : قوله : (آيَةً تَعْبَثُونَ) أي : بناء لا تحتاجون إليه لسكناكم ، وإنما تريدون العبث بذلك ، واللعب واللهو. كأنه جعل بناهم ما يستغنون عنه عبثا منهم ...
ويؤيده الخبر المأثور عن أنس بن مالك أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، خرج فرأى قبة مشرفة ، فقال : ما هذه؟ قال له أصحابه : هذا الرجل من الأنصار. فمكث حتى إذا جاء صاحبها ، فسلم في الناس ، أعرض عنه ، وصنع ذلك به مرارا ، حتى عرف الرجل الغضب ، والإعراض عنه ، فشكا ذلك إلى أصحابه ، وقال : والله إني لأنكر نظر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ما أدري ما حدث في ، وما صنعت؟ قالوا : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فرأى قبتك ، فقال : لمن هذه؟ فأخبرناه. فرجع إلى قبته ، فسواها بالأرض. فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذات يوم ، فلم ير القبة ، فقال : ما فعلت القبة التي كانت ههنا؟ قالوا : شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه ، فأخبرناه فهدمها. فقال : إن لكل بناء يبنى وبال على صاحبه يوم القيامة ، إلا ما لا بد منه.
وقيل : معناه أنهم كانوا يبنون بالمواضع المرتفعة ، ليشرفوا على المارة والسائلة ، فيسخروا منهم ، ويعبثوا بهم ، ... وقيل : إن هذا في بنيان الحمام ،
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٢٥.