وهو ضد القدرة ،
وفي حديث عمر : لا تلثّوا بدار معجزة ، أي لا تقيموا ببلدة تعجزون فيها عن
الاكتساب والتعيش) .
المعجزة اصطلاحا :
رأينا أن مدلول
كلمة : عجز ، أعطانا عدة معاني ، وإن تباينت بعض الشيء تبعا لاشتقاقاتها إلا أنها
تدل بمجملها على الضعف ، وهذا المصطلح مفتقر إلى قرينة تدل على معناه عند ما يرد
في سياق الكلام ذلك لأنه مبهم إذا ما جرد عن القرائن ، ويتضح هذا الذي نقول عند ما
نطلق كلمة العجز على شخص ، فنقول على سبيل المثال : زيد من الناس أصابه عجز ، فما
هو هذا العجز يا ترى؟ هل عجز في جسده ، وما هو نوعه وصفته ، أم أنه عجز مالي ، أم
أنه عجز في الإدراك والتفكير وكذلك الأمر إذا أطلق هذا اللفظ في شتى جوانب الحياة
، غير أن علماء الكلام إذا أطلقوا مصطلح «المعجزة» فإنهم يعنون به المعنى
الاصطلاحي الذي نثبته هنا ، يقول السيوطي : (المعجزة ، أمر خارق للعادة ، مقرون
بالتحدي ، سالم من المعارضة ، يظهره الله على يد رسله) .
وهكذا عرّف
المعجزة ابن خلدون في مقدمته ، حيث يقول : (إن المعجزات هي أفعال يعجز البشر عن
مثلها فسميت بذلك معجزة ، وليست من جنس مقدور العباد ، وإنما تقع في غير محل
قدرتهم) .
ومن خلال استعراض
تعريف المعجزة ، يمكن لنا أن نتبين شروطها ، وسترد هذه الشروط كما ذكرها الإيجي في المواقف بشكل موجز :
__________________