فهل ترجع الأيام أهليك برهة |
|
لعل وهل في نيل عنقاء مطمع |
وسرب من الحور الحسان أوانس |
|
لهن فؤاد الصب مرعى ومرتع |
أقامت بأحناء الضلوع وكنّست |
|
بوادي الحشا حيث السرائر تودع |
تنظّم منها الثغر درا منضدا |
|
كنثر جمان الدمع يذرى * ويسطع |
وتبدي وميض البرق منها ابتسامة |
|
وتحسر عن شمس إذا ميط برقع |
ألفت بها حوراء ذلّ لها الهوى |
|
ودللها من أحور الطرف أخضع |
تميس كما ماس القضيب وتنثني |
|
كخوط ثنته الريح للعجب يرضع |
شبيهة بيضات الخدور كأنما |
|
تصوغ من الكافور جسما يشعشع |
تريك هلالّا فوق أملود روضة |
|
له من ظلام الليل فرع مفرّع |
وخدا حوى ماء النعيم بجنة |
|
زها وردها أن يجتني منه خيدع |
وبدر تمام يعتلي غصن دوحة |
|
على متن دعص للملاحة يجمع |
أرت وجنتاه روض حسن لناظر |
|
وفي ثغره كأس من الشهد مترع |
وأسبل شعرا كالدجى عند هضبة |
|
وأسفر عن صبح يضيء ويلمع |
وأرسل من أجفانه الدعج أسهما |
|
فأصمت فؤادا بالهوى يتقطّع |
إذا ما بدا في حلة الحسن رافلا |
|
تطامن آساد العرين وتخضع |
وإن هز من لدن القوام مهفهفا |
|
يميد القضيب الهندوانيّ يركع |
علقت به والقلب خلو من الهوى |
|
وشرخ الصبا بالزهو واللهو مولع |
وألزمت كور اليعملات لعلها |
|
تبلّغني أفقا به البدر يطلع |
وأرسلتها وجناء في وجنة الفلا |
|
تباري الصبا إن لاح لحب ومهيع |
كأن من الريح القبول تكونت |
|
فتفري خطاها للفيافي وتذرع |
سريت بها والليل داج كأنه |
|
تموّج بحر فيه للريح مصدع |
وخضت خضمّ الآل ظمآن ذاهلا |
|
تصادمني أمواجه وهي يلمع |
وجبت قفار البيد من كل موحش |
|
أراقب فيه الشمس إن ضاء مطلع |
يصاحبني في صدرها كل أرقط |
|
ويؤنسني فيها غراب وخندع |
إذا ما بها مر النسيم يعله |
|
بعيد أقاصيها ويعييه بلقع |
تموت القطا الكدري فيها من الظما |
|
ويهفو صبير الركب صبرا ويزمع |
__________________
(*) في الأصل : يدري ، ولعل الصواب ما أثبتناه.