وقد قدم حلب سنة تسع وأربعين وتسعمائة متوليا قضاءها.
توفي سنة تسعمائة وإحدى وسبعين رحمنا الله تعالى وإياه.
٨٩٩ ـ عبد الباقي القرصلي قاضي حلب المتوفى سنة ٩٧١
عبد الباقي ابن العلامة المحقق المؤلف الصوفي علاء الدين علي ، القرصلي الأصل ، القسطنطيني المولد ، الحنفي.
صحبناه بحلب وابن أم ولد قاضيها * وآخيناه ، ثم ولي قضاءها سنة إحدى وخمسين ، ثم دخلها في السنة التي تليها في يوم الأحد مستهلها وجلس للحكم بها ثاني يوم منها ، ونفذ حكمه في حلب بتوريث ذوي الأرحام من الشافعية من مورثهم مخالفا للحكم السلطاني الذي أخرجه القاضي علاء الدين المشهور بقرا قاضي الماضي ذكره بمنع توريثهم وضبط ما كان لهم أن لو ورثوا لبيت المال.
ولم يزل يتعاطى الأحكام الشرعية من غير ترجمان ** لقدح وقع في ترجمان المحكمة وتحاشيه لآخر لئلا يقدح فيه أيضا. وصار في منصبه متواضعا مطرحا.
وخرج الناس مرة للاستسقاء فخرج معهم ثلاثة أيام متوالية إلى أمكنة نائية ماشيا بثياب البذلة.
واهتم بترميم مقام الخليل صلوات الله وسلامه عليه خارج باب المقام وتنمية أوقافه واعتاد الخروج إليه كل جمعة في صدر النهار. ولام خطيب الجامع الخسروي إذ وقف بالدرجة العليا من المنبر في أول خطبة وقعت فيه وأمره بالنزول عنها لما أنها محل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقيل إن خطيب الجامع الخسروي الأعظم بحلب وهو الشهاب أحمد الأنطاكي يفعل ذلك ، فلامه ، فبلغه فأرسل نقلا من شرح منهاج الشافعية للدميري يرجح الوقوف بذلك المكان ، وذلك حيث قال : كان منبره صلىاللهعليهوسلم ثلاث درج غير الدرجة التي تسمى المستراح ، ويستحب أن يقف على التي تليها كما فعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أن قال : فإن قيل روي أن أبا بكر نزل عن موقف رسول الله
__________________
(*) هو قاضي القضاة عبد العزيز بن زين العابدين المشهور بابن أم ولد.
(**) العبارة في در الحبب : ولم يتعاط الأحكام الشرعية إلا من غير ترجمان.