وذكره صاحب الكواكب السائرة بنحو ما هنا وقال : إنه توفي في صفر سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة.
وكذا ترجمه في العقد المنظوم بترجمة طويلة ، لكنه لم يحمد سيرته لميله إلى جانب الأمراء ومداهنته مع الأكابر والوزراء ، ثم ذكر وفاته في هذه السنة.
٩٣٣ ـ الشيخ أبو بكر بن أبي الوفا صاحب المزار المشهور
شمالي حلب المتوفى سنة ٩٩١
إذا أرسلت طرفك للشمال الشرقي من مدينة حلب تجد جبلا صغيرا فيه عدة بنايات في وسطها أربع قباب مرتفعة ، وهناك أشجار من السرو ، تحت إحدى هذه القباب ضريح الشيخ أبي بكر بن أبي الوفا رضياللهعنه ، وقد اشتهر هذا المكان باسمه ، وقد مر ذكره في تاريخنا غير مرة.
وقد اعتنى أفاضل الشهباء بترجمة الشيخ أبي بكر بحيث أفردت بالتآليف ، وذلك ولا ريب دليل على عظم شأنه وجلالة قدره.
وأول من وضع تأليفا في ترجمته وترجمة بعض أعيان الشهباء من الصوفية الشيخ أحمد الحموي العلواني في كتاب له سماه «أعذب المشارب في السلوك والمناقب» وألف كتابا آخر في مناقبه خاصة. وتلاه العالم الأديب صلاح الدين الكوراني ، فإنه ألف في مناقبه كتاب سماه «منهل الصفا في مناقب ابن أبي الوفا». ثم وضع الشيخ يوسف بن السيد حسين الحسيني مفتي حلب من أعيان القرن الثاني عشر كتابا حافلا في مناقبه وأحواله سماه «مورد الصفا في ترجمة الشيخ أبي بكر بن أبي الوفا». وقد اطلعت على هذه الكتب الأربعة وتصفحتها والأخيرة أوسعها وهو في ٢٦٧ صحيفة ، لذا جعلت اعتمادي عليه ، وقد ذكر فيه ترجمة خليفة الشيخ وهو الشيخ أحمد القاري وخلفاءه ، وترجمة جد الشيخ أبي بكر وهو تاج العارفين الآتي ذكره في عمود النسب.
قال : وبعد فإني أردت أن أسطر في هذه الوريقات ترجمة الشيخ الكامل العارف الواصل الولي الصديق ، الذي شهدت بولايته وكراماته أهل الصدق والتحقيق ، سيدي شيخنا الشيخ أبي بكر الوفائي الشهير بابن أبي الوفا صاحب المزار المشهور في تكيته المشهورة