أراقب شهبان الثواقب طلّعا |
|
بأرجائها القصوى إذا جن أدرع |
كأن نجوما في الدجنة أزهرت |
|
أزاهر روض بالبديع يضوّع |
كأن نجوما في المجرة جردت |
|
مواضي بيضا فهي للصبح تهرع |
كأن النجوم الهاويات أسنة |
|
لها في حشا الأعداء وقع وملمع |
كأن خفوق البرق والليل دامس |
|
فؤاد صريع بالفراق يروّع |
وقالوا أللشهب المنيرات مدلج |
|
فقد ضج نضو في المفازة يسرع |
إلام تحث العيس في بطن مهمه |
|
وحتام أسباب السباسب تقطع |
فقلت إلى من أنزل البدر رتبة |
|
له في ذرى الشمس المنيرة موضع |
(سمّي أبي حفص وللدين زينة |
|
وقطب مدار الكل في الكل مرجع) |
إمام علا بين الملا منتهى العلا |
|
له في سماء المجد جد ومهرع |
أشم شميم القدر شامخ ذروة |
|
رفيع عماد البيت باذخ أروع |
له شيم شم أبت رود غاية * |
|
تجسمها للدهر طرف ومسمع |
له قلم ينشي فينسي ** ووشيه |
|
رياض بديع للبلاغة تبدع |
إذا صر في القرطاس خلت صريره |
|
مطوّقة في منبر الأيك تسجع |
وإن مدفي صبح من الطرس حالكا |
|
أر البيض والسمر العوالي تشرع |
يدبر إذا أملى كؤوس مدامة |
|
تخامر ذا لب لبيبا يرعرع |
حوى فكره في النظم والنثر بسطة |
|
لها دان في الدنيا أديب ومصقع |
نبيّ بيان غادرت معجزاته |
|
فصيح إياد وهو أخرس ألكع |
عباراته بالمنطق العذب زجرها |
|
لدى الوعظ يصطاد القلوب ويصدع |
وأخلاقه كالماء صفوا وزانه |
|
حياء كثرّ الزهر بالطل يدمع |
تلطّف حتى كاد تخفيه رقة |
|
فنم عليه من ثناه التضوع |
ومد رواق العلم من بعد قصره |
|
وشد نطاق الدين منه التشرّع |
جميع ذوي التحقيق قد سلموا له |
|
مقاليد حل المشكلات وأجمعوا |
تصانيفه كالشمس في كل منزل |
|
بها تهتدي أهل العلوم وتقنع |
مناقبه جلت وجمت على امرىء |
|
يعد الحصى والرمل منه التتبع |
__________________
(*) هكذا في الأصل.
(**) لعل الصواب : فينشي ، من النشوة.