ثم سافر إلى القاهرة فناب بمحكمة الحنابلة بالصالحية النجمية ، ثم بباب الشعرية ، ثم ولي نظر وقف الأشراف بالقاهرة وهي وظيفة غير وظيفة إمارة الأشراف ، ثم استقل بقضاء رشيد ، ثم تولى قضاء المنزلة مرتين.
وقدم مرة إلى حلب ومعه شرح البخاري للكرماني استنسخه في مجلد واحد لقادري جلبي قاضي العسكر بأناطولي. ثم إنه تولى قضاء حوران من بلاد الشام ، ثم عزل عنه سنة تسع وأربعين وتسعمائة ، فتوجه إلى حماة ونزل بمنزل بني أخيه أولاد الشيخ محيي الدين عبد القادر بن الشيخ شمس الدين محمد الحموي الشافعي أحد من بها من درجة الشيخ الرباني والفرد الصمداني سيدي عبد القادر الكيلاني رضياللهعنه ، وألف هناك كتابا في مناقبه سماه «قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر» رضياللهعنه (مطبوع في مصر) وضمنه أخبار رجال أثنوا على الشيخ المشار إليه وشرذمة ممن له انتساب إليه من القاطنين بحماة وغيرهم ، وجمع من «الروض الزاهر» وغيره ما لا يخفى.
وفي سنة خمسين وتسعماية قرأ قطعة من البخاري على الشيخ المعمّر الفاضل الشيخ أحمد بن السراج عمر البارزي الجهني الشافعي وأجاز له وكتب له بالإجازة كتابة حسنة. وكان له قبل ذلك اشتغال على الشمس السفيري والشمس ابن الدهن المقري بحلب والشهاب ابن النجار الحنبلي بالقاهرة ، قرأ بها عليه في كتاب «التنقيح» للمرادي الحنبلي ، وكذا أخذ بها عن الشمس أبي البقا البساتيني الشافعي شيئا من القراءات. ونظم ونثر وطالما بذل للشعر الجوائز الجسيمة ، وتهللت لدى وفودهم عليه طلعته الحسنة الوسيمة ، لما استولى عليه من حب الجود وبذل الموجود.
توفي بحلب في أوائل شعبان سنة ثلاث وستين وتسعماية ودفن بتربة جدنا ولم يعقب ذكرا ا ه.
٨٧٠ ـ إبراهيم بن خضر باني القرمانية المتوفى سنة ٩٦٤
إبراهيم بن خضر ، باني القرمانية اللارندي ، نزيل حلب وأحد أعيان التجار
حرص على جمع الأموال من حرام وحلال ، وطال فغني وأثرى وحظي بوساطتها بالقضاة والأمراء وصار يملك منها ما ينوف على مائة ألف دينار سلطاني بعد أن كان بغّالا