بالباب العالي السليماني ونال منهم نوالا كثيرا. وعني بالحج حتى حج إلى سنة أربع وستين وتسعمائة ثلاث عشرة حجة.
الكلام على جامع الحدّداين :
هذا الجامع من آثار علي بن معتوق الدنيسري الذي قدمنا ترجمته في الجزء الرابع (في صحيفة ٥٣٤). وقد ذكره أبوذر قبل الكلام على الجامع الجديد ببانقوسا وسماه الجامع العتيق. ومما يؤيد أنه هو ما ذكرناه ثمة عن ابن الوردي أنه عمر جامعا بطرف بانقوسا ودفن بتربته بجانب الجامع ا ه. وهو كما قال بطرف هذه المحلة ويعرف الآن بجامع الحدادين.
هذا الجامع بابان باب من جهة الشرق وباب من جهة الغرب. وعن يسار الداخل من هذا الباب حجرة في وسطها قبر مكتوب على ستاره أنه قبر الشيخ علي الحدادي بن المغربية نزيل مكة المكرمة ، وهذه الكتابة من تصرفات الخدمة ، والصواب أنه قبر بانيه كما تقدم نقله عن العلامة ابن الوردي.
وعن يمين هذا الباب قبو تنزل إليه بدرج فيه حوض ماء جار من ماء قناة حلب أصلح سنة ١٣٠٤. وكان هذا الحوض في وسط الصحن ينزل إليه بدرج أيضا فنقل هذه السنة إلى هذا المكان. وعرض صحن الجامع ٤٢ قدما وطوله ١٠٥ أقدام ، وفيه بئر لا ينزح ماؤها مطلقا مهما قل الماء في آبار حلب أيام الصيف. وجدد جدار قبليته سنة ١٣١٠ وكتب عليه هذان البيتان :
جهة لها بعد الدثور تجدّد |
|
لا زال فيها ذو المعارج يعبد |
حسنت عمارتها فقلت مؤرخا |
|
هذا جدار بالبهاء مشيّد |
١٣١٠
وكانت عمارته في زمن متوليه الحاج مصطفى الحلاق ، وعرض قبليته ٣٩ قدما ، وهي مبنية على ٨ سواري وفيها منبر من الرخام الأصفر في أعلاه قبة مركوزة على أربعة عواميد وقد بني سنة ١٣٠٧ ونقش عليه تاريخ بنائه.
وهو الآن تحت يد دائرة الأوقاف وأوقافه وافرة ، وهي أربعة دور ونصف دار وثلث دار وفرن وستة وعشرون دكانا ونصف ومخزن ، وهو عامر بالمصلين أيضا لعناية أهل تلك