أعيان القرن الثاني عشر
١٠١١ ـ محمد بن محمد الحنفي المتوفى سنة ١١٠٤ (١)
محمد بن محمد الحنفي الحلبي نزيل قسطنطينية وأحد الموالي الرومية ، المولى العالم العلامة الفقيه.
كان غواص بحر العلوم معلما نافعا عالما بأكثر الفنون ، صاحب نكت ونوادر ، ظريفا أنيسا وقورا ، له عظمة وفضيلة.
ولد بحلب وبها نشأ وقرأ على علمائها وحصل مقدمات العلوم ، وبعده ارتحل إلى مصر ولازم في الجامع الأزهر الشيوخ ، واكتسب الفضائل حتى صار له مزيد الرسوخ ، وألف رسالة ورفعها إلى شيخ الإسلام المولى البهائي وبسببها دخل في سلك المدرسين وطريقهم. وبعد أن عزل عن مدرسة بأربعين عثمانيا أظهر مؤلفا له على شرح الملتقى في الفقه وصار عنوانا له بين الكبار والصغار. ثم تنقل بالمدارس كعادتهم وأعطي قضاء أدرنه برتبة قضاء
__________________
(١) اعلم أن ما نذكره في هذا القرن بدون عزو هو مأخوذ عن تاريخ «سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر» للشيخ محمد خليل المرادي الدمشقي ، وما كان من غيره فإنا نعزوه لموضعه. وإليك المآخذ التي أخذ عنها العلامة المرادي وقد ذكرها في خطبة تاريخه حيث قال :
اجتمع عندي جملة من الرحلات والأثبات والتراجم ، فكان عندي رحلة الوجيه عبد الرحمن بن محمد الذهبي ، ورحلة مؤرخ مكة الشيخ مصطفى بن فتح الله الحموي ، والنفحة للأمين المحبي ، وذيلها للشمس محمد المحمودي ، وثبت العلامة محمد بن عبد الرحمن الغزي العامري المسمى «لطائف المنة» ، وتذكرته الأدبية ، ورحلة الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي الكبرى والصغرى الحجازية والقدسية وغير ذلك من المشيخات والمعاجم. ا ه. أقول : ومما اجتمع عنده تاريخ أبي المواهب بن ميرو الحلبي ، انظر المقدمة في الكلام عليه.