٨٦٧ ـ ست المنى بنت محمد بن الزكي المتوفاة سنة ٩٦٣
ست المنى بنت محمد بن الزكي المشهور والدها بخليفة وابن أخيها الشرف قاسم بابن خليفة.
شيخة دينة خيرة معمرة ، جاورت بالخانقاه العادلية بحلب أكثر من نصف قرن إلى أن ماتت بها سنة ثلاث وستين وتسعمائة.
وكان من عادتها أحيانا أن تضع تحت لسانها حصاة لتكون مذكرة لها مانعة من أن تنطق بمالا يسوغ شرعا ، وهذا كما كان الصدّيق رضياللهعنه يضع في فيه حجرا ليمنع نفسه من الكلام حذرا من الشرة فيه لو تكلم بفيه.
٨٦٨ ـ عبد الرحيم الآمدي الكوّا المتوفى سنة ٩٦٣
عبد الرحيم بن عبد الكريم بن شرف الدين الآمدي الحنفي الصوفي الخلوتي الكوّا المشهور بحرفته *.
توفي بحلب في أوائل سنة ثلاث وستين عن مائة سنة وسبع عشرة سنة وزيادة. وكان أبوه وجده دفتر داري بآمد في دولة شاه إسماعيل صاحب تبريز.
وكان سبب تصوفه أنه حضر مجلس دده عمر الروشني خليفة السيد يحيى الروشني وبين يديه دده أحمد خليفته ، فإذا طائر كاد يطير على رأس الشيخ ، فقال له دده أحمد بالفارسية : أتسيء الأدب وتطير على رأس الشيخ عبد الرحيم ، فرجع الطائر من ساعته ، فقوي اعتقادي في الشيخ وأقلعت عما كنت عليه.
قال : وكان لي كمر حسن مصنوع بالذهب مرصّع بالجواهر ، فسرق من دارنا ، ثم ظهر بيد سارقه في بغداد ، فأحضروه وأرادوا قطع يده ، فسعيت في الكف عنه وأخذت كمري فتصدقت فيه للفقراء وانجذبت إلى الشيخ ، فلما قتل والدي قدمت حلب ، وكان سبب قتله أنه كان بآمد نائب من قبل شاه إسماعيل فعزله فعصى بها ومنع المتولي من الدخول ، فاحتال أبوه وأدخله فأظهر الطاعة ، ثم أضاف كلا من المتولي وأبيه ، فلما خرج المتولي
__________________
(*) في در الحبب : بخرقته.