كمال الدين بن حمزة نقيب الأشراف بدمشق ، والعلامة عبد القادر بن مصطفى الصفوري الشافعي ، والشيخ محمد البطنيني ، والقطب أيوب بن أحمد الخلوتي ، وأخذ أيضا عن جماعة غيرهم كأبي الوقت إبراهيم بن حسن الكوراني نزيل المدينة المنورة ، والشهاب أحمد بن محمد الأدريسي المغربي نزيلها أيضا ، ومحمد بن سليمان المغربي ، وعبد العزيز الزمزمي ، وأبي الروح عيسى بن محمد الثعالبي المكي ، وأحمد بن محمد الحموي المصري ، وأبي الوفا العرضي الشافعي ، وموسى الرام حمداني البصير الحلبي الشاعر ، والشيخ خير الدين بن أحمد الرملي الحنفي وعن غيرهم. وبرع في سائر العلوم وفاق في معرفته المنطوق والمفهوم. ودرس بجامع حلب وانتفع به الناس.
ولم يزل على طريقته المثلى إلى أن توفاه الله سنة ست وثلاثين ومائة وألف ، ودفن خارج باب المقام. ولم أقف له على شيء من الشعر ، وستأتي ترجمة ولده عبد الكريم رحمهالله.
١٠٣٥ ـ إبراهيم بن محمد البخشي البكفالوني المتوفى سنة ١١٣٦
إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد البخشي الخلوتي البكفالوني الحلبي ، العالم العامل الفاضل الكامل الناسك الزاهد التقي العابد.
أخذ عن علماء بلدته ، وارتحل إلى الحج صحبة والده في أواخر القرن الحادي عشر ، وجاور بمكة مدة ، وأخذ عن علمائها وعلماء المدينة في مدة مجاورته ، وأخذ عن والده فقه الإمام الشافعي وفنون الحديث والعربية. ثم عاد إلى حلب بعد وفاة والده واستقام بها مدة وأخذ عن علمائها ، ثم ارتحل إلى دمشق وأخذ عن علمائها ، وعاد إلى حلب بعد استقامته برهة من الزمن بدمشق ، وكانت مدرسة المقدمية يومئذ في تصرف أخيه الشيخ العالم عبد الله البخشي الخلوتي ، فقصر له يده عنها واستقام بها إلى منتهى أجله مشتغلا بالإفادة والتدريس ، وانتفع به خلائق ، واشتغل في تلك الأوقات بكتابة وقائع الفتاوي الحنفية ، وإليه انتهت رياسة فقهاء المذهبين بحلب مع ثباته على مذهب الإمام الشافعي رضياللهعنه.
وبرع في فن الحديث الشريف وسائر علومه حتى صار يشار إليه فيه بالبنان ، وأخذ عن كثير من أعيان هذا الشأن ، وله في الفتاوي الحنفية ثلاث مجلدات أفاد فيها وأجاد.