وله شعر لطيف ، فمنه قوله :
أما أنا فكما عهدت |
|
فكيف أنت وكيف حالك |
يمسي حديثك في فمي |
|
ويبيت في عيني خيالك |
وكانت وفاته في سنة ثمان وعشرين ومائة وألف ، ودفن بحلب الشهباء رحمهالله تعالى
١٠٢٩ ـ الشيخ زين الدين بن عبد اللطيف الجلّومي المتوفى سنة ١١٣٠
الشيخ زين الدين بن عبد اللطيف الحلبي الجلّومي الحنفي ترجمه تلميذه الشيخ يوسف الحسيني الحنفي الدمشقي ثم الحلبي في ثبته الذي سماه «كفاية الراوي والسامع وهداية الرائي والسامع» رأيته بخطه عند الشيخ كامل أفندي الهبراوي وعنه نقلت ترجمة المترجم وغيرها. قال فيه ما خلاصته :
ومن مشايخي الذين أروي عنهم الشيخ الكامل جامع أشتات الفضايل ، ملحق الأحفاد بالأجداد ، المشهور بعلو الإسناد ، بقية السلف الصالحين من العلماء العاملين ، شيخنا الشيخ زين الدين بن عبد اللطيف الحلبي الجلّومي الحنفي أمين الفتوى بحلب نحو سنة. مولده كما أخبرني سنة ١٠٣١ ألف وإحدى وثلاثين وهو الآن (أي سنة ١١٢٦) في الأحياء ، وأنا أقول فيه كما قال صاحبنا المحبي في غيره : شيخ هرم ، يحدث عن سيل العرم ، أخذ عن جمع غفير ، وأخذ عنه جماعة كثير ، صحبته مدة وهو في خدمة الفتوى ، فإذا هو للعلم والأدب زين ، وبه ينجلي عن القلب كل زين. وكانت مثابته عندي مثابة الروض العاطر ، ومكانته من ودي محل القلب والخاطر. وسمعت من لفظه ما هو غذاء الروح ، وشاهدت من خلقه فيض الملائكة والروح ، إلى تثبت يستخف الجبال الرواسي ، وانعطاف يلين القلوب القواسي. وهو في ميدان التحقيق والتدقيق طلق عنانه ، وبرهان التطبيق ماثل بين يراعه ولسانه ، وكأنما حشر الصواب والتوفيق بين بيانه وبنانه. ثم لما أخذت منه السن انقطع في داره في محلة الجلّوم فزرته ثمة المرة ، بعد المرة ، وتشرفت به وقرأت عليه وأخذت عنه الكرة بعد الكرة ، وقرأت عليه من أوائل صحيح البخاري وأجازني بباقيه قراءة ومناولة وببقية الكتب الستة وبجميع مقروءاته ومسموعاته ومروياته من كتب التفسير والحديث وغير ذلك ، وذلك بحضور تلميذه العلامة المحقق أبي السعود أفندي الكواكبي في سنة