في المهمات والملمات والديانة والصيانة ومزيد الأمانة ، حتى صار يرغب في طبخ الصابون عنده كثير من وجوه الناس ويردون على مصبنته فيأخذ معهم في ذكر تواريخ من تقدم ومن تأخر ممن أدركه.
توفي سنة اثنتين وستين وتسعمائة.
٨٦٣ ـ أحمد بن أبي بكر أحمد سبط العجمي المتوفى سنة ٩٦٢
أحمد بن أبي بكر أحمد بن أبي محمد أحمد بن أبي الوفا إبراهيم ، الشيخ موفق الدين أبوذر بن الشمس بن الموفق بن الحافظ برهان الدين ، المحدث الحلبي الشافعي شيخ شيوخ حلب.
ولد بحلب سنة ست وثمانين وثمانمائة. وكان يسأل عن مولده فيكثر أن يخفيه ويقول : أقبل على شأنك ، ثم يذكر ما ذكره جده أبو ذر في تاريخه وأنه رواه مسلسلا إلى الإمام البويطي ، قال : سألت الشافعي عن سنة قال : أقبل على شأنك ، قال : سألت مالك ابن أنس عن سنة قال : أقبل على شأنك ، ثم قال : ليس من المروءة أن يخبر الرجل بسنه. قلت : ولم؟ قال : إن كان صغيرا استحقروه وإن كان كبيرا استهرموه. انتهى ما ذكره جده هناك عند ذكر من توفي سنة سبع وثمانمائة.
وقرأ بحلب على البرهان اليشبكي ألفية النحو وشرحها لابن عقيل ، وعلى البدر السيوفي بعض ألفية الحديث ، وسمع عليه الشفا للقاضي عياض ، وسمع على الكمال ابن الناسخ الأطرابلسي المالكي تلميذ جده البرهان صحيح البخاري وأجاز له ، ولازم الجلال النصيبي.
ثم أخذ في صنعة الشهادة بمكتب العدول الكائن تجاه باب جامع حلب الأعظم من جهة الشرق ، وأكب بقوة ذكائه على مطالعة ما عنده من مؤلفات جديه وغيرها ومراجعتها وإيراد بعض نوادرها في المحافل عند اقتضاء المقام ذلك ، لا سيما ما كان من تاريخ جده الحافظ أبي ذر ، فإذا صار بحيث لا يمضي محفل هو فيه إلا وقد قال فيه : قال جدي في التاريخ وربما كرر ذلك تكرارا.