قرأ بحلب على عالمها الإمام الرضي بن الحنبلي الأصول والفقه والحديث ، وأخذ عن منلا أحمد القزويني المعاني والبيان والتفسير. ثم رحل إلى دمشق وأخذ بها الفقه عن خطيب الشام وفقيها النجم والبهنسي ، والحديث عن شيخ الإسلام البدر الغزي ، وقرأ البخاري على النور النسفي ، وأخذ الفرائض عن الشيخ عبد الوهاب الحنفي ، والقراءات عن الطيبي ، والمنطق عن منلا إبراهيم الكردي القزويني الحلبي وبه تفقه ولده أحمد.
وكان يحب العزلة والانجماع عن الناس ، ولم يكن له وظيفة ولا مدرسة. وبالجملة فقد كان من خيار الأفاضل.
وكانت ولادته سنة ست وثلاثين وتسعمائة. وتوفي رابع عشري شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وألف ، ودفن بمقبرة باب الصغير رحمهالله تعالى. ا ه.
وولده أحمد ولد بدمشق وصار من كبار فقهاء الحنفية ، وله ترجمة في الخلاصة.
٩٥٠ ـ أحمد بن محمد الكواكبي المتوفى سنة ١٠٢٣
الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن محمد المعروف بالكواكبي ، البيري الأصل ثم الحنفي الصوفي ، أحد أعيان علماء حلب وكبرائها.
ذكره أبو الوفا العرضي وقال في ترجمته : لزم الاشتغال على الوالد ، يعني الشيخ عمر العرضي ، برهة من الزمان ، حتى وصل إلى قراءة «المطوّل» وحواشيه قراءة تحقيق. وقرأ على الشيخ محمد بن مسلم المغربي أحد شيوخ الوالد في «المغني» وحاشيته. وقرأ فقه الحنفية على الشيخ محمد المصري الحنفي.
وكان يحضر مجالس ذكر والده ، وكان يخرج بالذكر أمام الجنائز كما هو سنن الصوفية.
وكان حنق على والده فأخذ الطريق على الشيخ عيواد الكلشني وهو أردولي أيضا ، واتخذ له حلقة ذكر في جامع بانقوسا.
ثم رجع إلى طاعة والده وتاب إلى الله تعالى. وتقدم عليه في بعض مجالس الذكر الشيخ عبد الله فضربه صاحب الترجمة وألقى عمامته عن رأسه ، وكان في وقت هوية الذكر ، فلم ينزعج الشيخ عبد الله بل استمر في ذكره ، وهذا خلق حسن عظيم.