وألف في مبدأ عمره لكن لم يسعه عمره ، فمما نظمه في مبدأ عمره وعنفوان شبابه رسالة آداب البحث ، ورسالة الوضع ، وكتب على منظومة آداب البحث شرحا مفيدا ، وباشر تحرير شرح على نظم الرسالة الوضعية فمنعته من ذلك شواغل الفتوى.
ولازم التدريس وتصدى للإفادة وأخذ عنه أفاضل حلب وغيرهم جماعة كثيرون وفاق أهل عصره.
وكان له شعر رقيق. وكان رحمهالله لطيفا خلوقا عفيفا نظيفا شريفا شفوقا عالما محققا مدققا رئيسا محتشما ، علامة مفردا علما وزهدا وورعا ، ذا حلم ووقار وصلاح ، حائزا للأوصاف الحميدة.
وكانت وفاته في ثاني رجب سنة سبع وثلاثين ومائة وألف ، ودفن عند آبائه بالتربة التي بداخل المسجد المعروف الآن بمسجد أبي يحيى.
وبنو الكواكبي طائفة كبيرة أهل فضل ورياسة ، ولهم طريقة معروفة أردبيلية (تنتهي إلى الأستاذ جدهم الكبير الشيخ صفي الدين والحق إسحاق الأردبيلي) * ، ولهم سيادة الشرف من جهة المذكور. وأما المترجم فكان حائزا للشرفين ، فإنه كان شريفا أيضا من جهة والدته التي هي الشريفة عفيفة ابنة السيد الحسيب الشريف السيد بهاء الدين النقيب الحلبي المعروف هو وآباؤه ببني الزهر الذين امتدح جدهم الشريف أبا محمد إبراهيم المتنقل من حران إلى حلب أبو العلاء المعري في تاريخه وقصائده ، وكلهم نقباء في حلب وشرفهم أشهر من كل مشهور والله أعلم. ا ه.
أقول : رأيت للمترجم رحمهالله فتاوي جليلة في مجلد واحد متوسط ، وهي تدل على غزارة علمه وفضله ، رأيت منها نسختين إحداهما في المكتبة الخسروية وعليها ختم واقف المكتبة الكواكبية أحمد أفندي.
١٠٣٧ ـ عمر بن محمد البصير المقري المتوفى سنة ١١٣٧
عمر بن محمد البصير الشافعي المصري نزيل حلب ، المقري المتقن العارف باختلاف
__________________
(*) ما بين قوسين إضافة من «سلك الدرر».