بعرائس لطيفة المعارف ، وبوأه من فردوس المشاهدة رياضه رافلا في أثواب الحكم واللطائف ، ومنها : من أدمن الجوع والسكوت ، يصير للحكم ينبوعا والمعارف له قوت ، ومنها : أهمل عين قلبك بدفع لفظ الأغيار تشهد حال حبك ، ومنها : صلاة الأسرار طهارة الباطن من شهود الأغيار. وله تائية عدتها نيف وأربعون بيتا ادعى كما وجدته بخطه في بعض الأبيات أنها في الحقيقة عصارة الطريق ، يرشف المتخلق بمعانيها عذب ذلك الريق ، من عطر شفاه عرب ذلك الفريق ، الأحلى من كل رحيق.
قال في الكواكب السائرة بعد أن ترجمه بنحو ما هنا : وله تائية مطلعها :
أأنوار ليل يستضيء لمهجتي |
|
أم الحبب الثغري يبدو لمقلتي |
أم البرقع النوري أسفر عن حمى |
|
سعاد سحيرا ضاء في كل بقعة |
نعم كل ذا قد كان مذ رمقت لنا |
|
عيون عنايات بأحسن رمقة |
ورقّت لنا كاسات خمر إلهنا |
|
بحان صفاء العيش في وقت خلوة |
ودقّت لنا كوسات وصل حبائبي |
|
مبهرجة في حلّة بعد حلّة * |
تجلت لنا الأخوان في خلع الهنا |
|
تسامرنا والعين في حين غفلة * |
ولم يؤرخ ابن الحنبلي وفاته لتأخره عنه. ووقفت له على إجازة في سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة.
٩١٠ ـ أبو بكر بن محمد بن قرموط المتوفى أواخر هذا القرن
أبو بكر بن محمد بن محمد بن أحمد بن شمس الدين محمد ، الرئيس الفاضل تقي الدين ابن الأمير ناصر الدين ، المصري الأصل الحلبي المولد والدار ، الشافعي المعروف بحلب
__________________
(*) رواية «در الحبب» :
تجلت لنا الأكوان في خلع الهنا |
|
وغاية إدخال السرور بمنحتي |
وبعده :
فأسلبت عقلي إذ شهدت حبائبي |
|
تسامرني والغير في حين غفلة |
وفي مطبوعة «الكواكب السائرة» :
وزفّت لنا كوسات وصل حبائبي |
|
مبهرجة في حلة بعد حلة |
تجلت لنا الأكواب في خلع الهنا |
|
تسامرنا والعين في حين غفلة |