محمد داده بن الدرويش عثمان داده. وكانت وفاته غرة شهر صفر سنة تسع وتسعين وألف ، ودفن في التكية في التربة التي دفن فيها سلفه الشيخ مصطفى داده خلف مزار الشيخ الكبير.
٩٨٩ ـ الشيخ إسماعيل الكلشني المتوفى سنة ١٠٧٦
الشيخ إسماعيل الكلشني ، خليفة الطائفة الكلشنية بحلب.
كان من خيار الخيار. ذكره أبو الوفا العرضي في تاريخه وقال في وصفه : أعطي مزمارا من مزامير آل داود ، وصار سمير العبادة والزهادة والركوع والسجود ، نشأ في العبادة والتقوى مذ كان طفلا ، واستمر على حالة واحدة شابا وشيخا وكهلا.
قرأ على العرضي المذكور في «المصابيح» للإمام البغوي مدة مديدة ، ثم استجازه فأجازه بما يجوز له وعنه روايته. وقرأ على النجم الحلفاوي في النحو والفقه مدة طويلة.
وكان أولا من المريدين للكلشنية ، وكانت زاويتهم أول من أصلحها وأنشأ هذه الطريقة في الديار الحلبية درويش رجب ، ثم إنه فعل أوضاعا مذمومة ، ثم تولى المشيخة رضوان دده فجلس مدة ولم يقبل الناس عليه ، ثم أدركته الوفاة. ثم قدم صاحب الترجمة مجازا في الديار المصرية من صاحب السجادة أحد أعيان ذرية الكلشني ، فوجده الناس ذا هيئة حسنة وشكل حسن وقراءة حسنة مجودة ، فإنه قرأ على الشيخ عبد الرحمن اليمني أحد أئمة القراءة في الديار المصرية ، وكان صاحب الترجمة يقرأ بالألحان والأوزان والأنغام من غير أن يخرج الحروف والكلمات عن حقوقها ، فاستحلى جميع الناس قراءته ، وكانوا في ليالي شهر رمضان يأتون إليه من نواحي حلب للتلذذ بسماع قراءته ، مع المحافظة على الدين والشريعة ، ويعرف الفقه معرفة لا بأس بها وبعض شيء من النحو ، ويقرىء المخاديم الصغار القرآن بالتجويد ، ويعلمهم مقدمات الفقة واللسان الفارسي ، مع الضبط لفقرائه بحيث إن غالبهم محافظون على الشريعة.
وكان لا يموت أحد من الأعيان وغيرهم إلا أحضروه يذكر أمام الجنازة تبركا به ويعظمونه ويعطونه أكثر من غيره.
وكانت الأكابر ترسل بالإحسانات فيبذلها للمريدين ولا يختص بها.