أخرى غير مرئية لنا كالجن وما لا نعلم غيرهم. ثم تلاهم رجال آخرون من عباد الله الصالحين قالوا مثل مقالاتهم عن رواية ومشاهدة. فإن زعم زاعم بعد هذا كله أن هذه المقالات لم يتوفر فيها الأسلوب العلمي تماما فيصعب عليهم قبولها فهؤلاء علماء المادة في أوروبا قاموا يثبتون أنهم يرون أرواحا تتجسد وخوارق أخرى لا يسع هذا المقام بسطها كإدخال الحيوانات الحية والمنقولات الضخمة من خلال الحائط ، وإحداث تيارات هوائية في المحال المغلقة ، وإيجاد أنوار من غير سبب ظاهر ، وإبطال قانون الثقل والجاذبية الأرضية بدون مؤثر مشاهد ، وغير ذلك كما أثبته الأستاذ كروكس رئيس الجمعية العلمية الإنجليزية سابقا في كتابه الذي طبعت ترجمته الفرنسية اثنتي عشرة مرة. وقد أثبت غيره من العلماء ملايين من حوادث أخرى رأوها بأعينهم وجربوها بأيديهم في أصقاع الأرض كافة. فإن جمد جامد بعد هذا البيان وكذب تلك الملايين من العلماء والأذكياء وادعى أنهم كلهم مجنونون فليعش هو بعقله ، ولكن ليعلم أن قفص هذه المادة المظلمة لو راق له وأنس به فلا يروق لغيره ، فإن لكل فؤاد مطلبا لا يهنأ إلا به. ا ه.
وفي ذلك كفاية للمستبصرين والله الهادي إلى سواء السبيل.
وصف مكان الشيخ أبي بكر :
هو كما ترى رسمه في الصحيفة الآتية مشتمل على إيوان كبير في صدره قبلية صغيرة تقام فيها الجمعة ، وعن يمينه حجرة واسعة لها قبة مرتفعة طولها نحو (١١) ذراعا وعرضها مثل ذلك ، في وسطها ضريح الشيخ قدسسره ، وفي صدرها محراب من الرخام الأصفر يتخلله أحجار من الرخام الأسود والأبيض ، وجميع رخامه الأصفر منقوش نقشا بديعا داخل المحراب وخارجه ، ولا تسل عن حسن ذلك ومقدار العناية في هندسته وتنوع الأشكال في تلك النقوش.
وفي صدر هذه الحجرة شباكان مطلان على التربة التي هناك ، وفي مصراعي كل شباك في أعلاه من صنعة النجارة ما يدهش الناظر لدقتها. وفي الجهة اليمنى ثلاث نوافذ وفي الشمال كذلك ، وفي الغرب نافذتان أيضا ، وهناك الباب ، ويعلو كل شباك تاج مرخم ترخيما حسنا. وفي كل جدار كوة واسعة وضع فيها شبابيك من الجبسين مرخمة ترخيما بديعا يدلك على براعة صنعه ، إلا أن الكوة التي فوق المحراب ذهب منها ذلك. وباب الحجرة