ولم يلبث إلا قليلا في إسلامبول حتى انتقل إلى رحمة الله مطعونا فرحمهالله تعالى.
فمن شعره الذي له في رحلته قوله في عتب الزمان :
هو الدهر ما شمنا لأكداره صفوا |
|
ولا برحت فيه بنوه على شكوى |
ومنها :
ولا ذنب فيه للبليغ أخي الذكا |
|
سوى أنه لم يعطه عرضه رشوى |
وما هو إلا الصاب في كل حالة |
|
ولكن سليم (١) الذوق يحسبه حلوى |
فتبا لأيام لهت بذوي الحجا |
|
على أنهم لم يعرفوا ضمنها لهوا |
ومنها :
وما أسفي إلا تساوي كرامها |
|
بأنذالها عند الرواية إذ تروى |
ومنها :
وقد سودت شوم القرود كأنما |
|
قد انقطع النسل الذي كان من حوا |
ويأمرنا بالصبر فيهم أخو الذكا |
|
سمعنا ولكن بين ذا القوم من يقوى |
فلا تعجبي يا ميّ إنا لفي عنا |
|
وإن كان كلّ جانب الرتبة القصوى |
ولا تمتري فالموت للحر راحة |
|
إذا أصبحت فيه الحياة بلا جدوى |
ا ه (تاريخ ابن ميرو).
١٠٤٦ ـ عثمان بن ميرو المتوفى سنة ١١٤٥
عثمان بن يحيى بن عبد الوهاب بن الحاج ميرو الشافعي الكامل.
ولد بمكة ، وأمه أم ولد كرجية ، مولده قبل الثمانين. وبعد وفاة والده بمكة نقله عمه حسين لحلب مع إخوته وهم أبو بكر لأبويه ومحمد وعمر لأبيه.
وسافر المترجم إلى جهان أباد من بلاد الهند واستقام بها مدة ، ثم عاد لحلب وتزوج
__________________
(١) السليم لديغ الحية كما هو معروف.