حتى يسيء خلقه فيضحك عليه ولا يخشى الله تعالى فيه. وصار في آخر أمره من ذوي العاهات البدنية إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى سنة ٩٧٠.
٨٩٦ ـ محمد بن علي التروسي المتوفى سنة ٩٧٠
محمد بن علي بن الحسين بن تاج الدين الكيلاني التروسي الشافعي الصوفي ، أحد مريدي الشيخ محمد الخراساني النجمي.
شيخ معمر ، مكث بديار العرب لا سيما بحلب مدة تزيد على نصف قرن ولزم شيخه هذا إلى أن كانت وفاته بحلب ، فخرج في جنازته بمجرد الإزار وهو يضرب صدره بحجرين في يديه لا يعلم ما يفعل.
وصحب سيدي علوان الحموي وأدرك شيخه وصحبه أعني به السيد الشريف علي ابن ميمون. قال : وكان أشد تمكينا من شيخه. وصحب آخرا شيخنا عبد اللطيف الجامي وشيخنا قطب الدين عيسى الصفوي وسافر معه إلى بغداد لزيارة من بها من الرجال ذوي الأحوال.
ولم يزل الشيخ محمد يتعاطى عمل التروس العجيبة الثمينة ويعلم الأطفال أحيانا قراءة القرآن والكتابة ، وهو على سمت الصالحين ، حسن العمامة لطيف الملبس ، يستحضر شيئا من طب الأبدان كما يستحضر من طب القلوب ، إلى أن علت سنة ونحف بدنه ، فترك تعليم الأطفال وغيره.
وكان يذكر أن شيخه الخراساني يقول له : ستموت في شعبان ، قال : أنا لا أموت إلا أن يدخل شعبان آخر فربما مت فيه ، ثم اتفق أن مات في شعبان سنة سبعين وتسعماية ودفن في مقبرة شيخه الخراساني خارج باب الفرج بحلب رحمهالله تعالى.
٨٩٧ ـ محمد بن علي ابن الملا المتوفى سنة ٩٧١
محمد (١) بن علي ابن شيخ الإسلام شهاب الدين أحمد المشهور بمنلا حاج الحصكفي
__________________
(١) محمد هذا هو أبو أحمد بن الملا الآتية ترجمته في أول القرن الآتي إن شاء الله تعالى ، وجده الشهاب أحمد. له ـ ـ ترجمة حافلة في «در الحبب» ، وقد كان من كبار العلماء. توفي وهو قاض بحصن كيفا سنة ٨٩٥. ويظهر أن عليا والد المترجم هو أول من قطن حلب من بني الملا.