في تلك الأرض جامعا ، فحكى الخاطر لبعض من حضر فاهتم الناس بعمارته على أن كلا يجدد شيئا ، فكملوه عمارة ، ولهذا كان شيخنا الشيخ حميد الدين المتقدم ذكره ابن خال أمه.
وأما أبوه الشيخ جمال الدين فإنه كان مفتي الديار البرسوية في الدولة البايزيدية.
٩٢١ ـ جان بلاط بن عربو المتوفى أواخر هذا القرن
جان بلاط بك ابن الأمير قاسم الكردي القصيري المشهور بابن عربو ، أمير لواء أكراد حلب.
كان منصبه هذا أولا بيد الأمير عز الدين ابن الشيخ مند ، ثم بيد واحد من ذرية الملك خليل ، ثم كان بيده ، وذلك أنه لما غدر الأمير عز الدين بأبيه عند قراجا باشا أول من كان باشا حلب في الدولة العثمانية السليمية على ما ذكر في ترجمة الأمير عز الدين رفعه الباشا إلى سجن قلعة حلب ، فاتفق له أن أرسل ولده هذا وكان شابا مع ملا حسن الكردي مدرس الصاحبية بحلب إلى الباب العالي لعرض حاله وحل إشكاله ، فدخل الأمير عز الدين إلى باشا وأغراه عليه ونسب إرسالهما للشكاية على الباشا وأنه جمع بين تسع نسوة في زمان واحد ، فعرض به ، فطلب إلى الباب العالي السليمي فقتل به ، فما وصل ولده من طريق أخرى إلا ورأى أباه مقتولا ، فحنا عليه السلطان سليم وبقي عنده في السراي نحو ثماني سنين ، فلما تسلطن ولده المقام الشريف السليماني شهد معه فتح رودس فجعله من المتفرقة ، ثم جعله من أهل التيمار ، ثم ولاه صنجق المعرة ، ولم يكن حقه ذلك إلا بعد عدة مناصب اعتناء به. ثم لما كان بين أبويهما أول فتح ديار العرب من الود القديم وإن طرأ ما طرأ من العرض في أبي الأمير جان بلاط حتى قتل به فباشر سنجق المعرة ولا مضرة ولا معرة ، وقصر من كان بيده لواء أكراد حلب فسفك دماء جمع جم من الأكراد اليزيدية من قطاع الطريق واللصوص ، وجعل لهؤلاء سجنا هو بئر عميقة وأشبعهم بلاء حتى حسم مادة المفسدين منهم ، وخافه كل ذاعر من غير الأكراد لما بلغهم عنه. وتمكن من منصب الأمير عز الدين عدو أبيه ومن شيعته اليزيدية ودوره التي بناها بكلّز وحلب ومن زوجته