٩٩٨ ـ مصطفى بن طه المتوفى سنة ١٠٩١
مصطفى بن طه الحلبي ، نقيب الأشراف بحلب وأحد رؤسائها.
وكان شهما جسورا خبيرا بأمور الناس ، له أنفة وحرمة. ورأس بحلب مدة ، وكان يراجع في المهام ، وولي قسمة العسكر بها وسما ، وكان الباعث لسموه مصاهرته للمولى صالح رئيس الأطباء ونديم السلطان محمد. ا ه (لم يذكر مولده ووفاته) وقد كانت سنة ١٠٩١.
٩٩٩ ـ مصطفى بن عبد الملك البابي الشاعر المشهور المتوفى سنة ١٠٩١
مصطفى بن عبد الملك ، وقيل عثمان ، البابي الحلبي الأديب المتمكن من المعارف.
وكان من أجلّ فضلاء الدهر ، وأوحد أدباء العصر ، وبالجملة ففضله يجل عن التعريف ، وأدبه غير محتاج إلى التوصيف.
نشأ بحلب وأخذ بها العلوم عن جمع من أجلهم الشيخ أبو الجود البتروني والنجم الحلفاوي والشيخ أبو الوفا العرضي والمنلا إبراهيم الكردي والشيخ جمال الدين البابولي. ودخل دمشق صحبة ابن الحسام قاضي القضاة بدمشق في سنة إحدى وخمسين وألف ، وأخذ بها عن الشيخ عبد الرحمن العمادي والنجم الغزي وأجازه مشايخه.
ورحل إلى الديار الرومية فدرس بها وانتفع به جماعة من فضلائها. ثم سلك طريق الموالي وتولى قضاء طرابلس الشام ثم مغنيسا ثم بغداد ثم المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام في سنة إحدى وتسعين. وحج في هذه السنة فتوفي بمكة.
وأشعاره كلها نفيسة فائقة مطربة رائعة ، وهي في الجزالة والفصاحة فوق شعر المفلقين من المتقدمين ، وفي الرشاقة وحسن التخيل تفوق قول المجيدين من المحدثين (١). وها أنا أتلو عليك منه ما به الأرواح تنتعش ، والجمادات ترتعش ، فمن ذلك قوله من قصيدة يمدح بها ابن الحسام القاضي :
سرى عائدا حيث الضنى راع عوّدى |
|
سرى البدر طيف بالدجنة مرتد |
__________________
(١) أقول : طبع ديوانه في بيروت سنة ١٨٧٢ م في ٦٠ صحيفة ، وهو الآن نادر.