ودرس بحلب تبرعا. وتردد إلى بعض أهل الديوان الدفتر داري للاشتغال بالعلم ، ثم ترك وجلس بسوق البسط تاجرا ولم يلم بشبهة أموال الأوقاف ، غير أنه بلغني عنه أنه ربما أمّل من بعض الطلبة شيئا من حطام الدنيا فترك من أجل ذلك الاستفادة منه ، فكأن تأميل الحطام ميل على النظام.
وشرح قصيدة ابن الفارض رضياللهعنه التي مطلعها (حادي الأظعان يطوي البيد طيّ).
أقول : وترجمه صاحب الكواكب السائرة بنحو ما تقدم ثم قال : كانت وفاته عاشر شهر جمادى الأولى سنة تسع وسبعين.
٩٠٨ ـ محمد بن حسن الأسدي المعروف بابن الأستاذ
المتوفى أواخر هذا القرن
محمد بن حسن بن علي بن أبي بكر بن علي بن الشمس محمد بن النجم محمد بن الجمال ابن محمد بن عبد الرحمن بن القاضي جمال الدين أبي عبد الله محمد مدرس الرواحية بحلب ابن الشيخ الحافظ أبي محمد بن عبد الله بن علوان ، بفتح العين لا بضمها ، الشيخ شمس الدين الأسدي الحلبي الحنفي أحد بني الأستاذ بحلب المشهورين الآن فيها ببنى دريهم ونصف اشتهار ابن الدريهم الموصلي بابن الدريهم ، من بيت علم وقضاء.
ذكر منهم جماعة في تاريخ ابن شداد وغيره كتاريخ الصاحب كمال الدين بن العديم وغيره بما لهم من جميل الصفات ، وفي كتابنا المسمى «بالزبد والضرب في تاريخ حلب» كل نبذة من محاسنهم ، فليقف عليهم من جنح خاطره إليها ، بل قد ترقى ترجمة الشهاب أحمد أخي الشيخ شمس الدين في شأنهم ما يتعين من جهته * على من لم يقف عليه. (هكذا).
ولد الشيخ شمس الدين في المحرم سنة ست وثلاثين وتسعمائة وتخرج بعمه أخي أبيه لأمه الشيخ عبد الله الأطعاني المتقدم ذكره في الخط والقراءة وحفظ القرآن على غيره.
ثم لازمنا من صغره إلى تمام مدة تزيد على عشر سنين في عدة فنون ، منها العربية والمنطق
__________________
(*) في در الحبب : ما يتعين مراجعته.