(إلى أن قال) : وسميته «بفتح الغفار بما أكرم الله عزوجل نبيه المختار». على أنني لم أقف على شرح لهذا الكتاب سلك فيه ما يليق به من البيان ، ويظهر خفياته ويوصلها إلى الأذهان ، سوى أن شيخ أشياخنا قطب الدين عيسى الإيجي كتب على قطعة منه وصل إلى أثناء الباب الثاني منه ، وذلك قدر يسير.
(ثم قال) : وقد جاء هذا الشرح مشتملا على أمور ، الأول : ما هو وظيفة الشراح من بيان مقصوده وإظهار مراده. الثاني : إيضاح ما استعمله من اللغات العربية وارتكبه من الأساليب العجيبة. الثالث : رد ما أشكل من تراكيبه إلى قواعد علم العربية. الرابع : ذكر ترجمة من ليس مشهورا من الرجال الذين جرى ذكرهم فيه. الخامس : بيان وجه استشهاده بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية. السادس : أن المصنف يورد الأحاديث والآثار ويشير إلى القصص والأخبار غير معزوة إلى مخرّجيها ، وهذا هو الغالب على صنيعه ، ولم أدع ولله الحمد حديثا ذكره غير معزو إلا عزوته إلى مخرّجه ، وبينت كونه صحيحا أو ضعيفا كما ستقف على ذلك كله ، وكذلك أفعل في الآثار والقصص. السابع : أنه لا يذكر من الحديث إلا محل الشاهد ، وقد يكون الحديث طويلا فأنا أذكر الحديث جميعه ، وفي ذلك فائدة عظيمة ، لأنه ربما يكون الاستشهاد به خفيا فيظهر بذكر الحديث كله. الثامن : أنه ربما ذكر مدعى بغير دليل ، فأنا أذكر لمدعياته دلائل متعددة ، وربما ذكر دليلا فيه نظر ، فأنا أذكر لمدعياته دلائل متينة. التاسع : استعصاء ما أورد فيه من المباحث المتعلقة بالاعتقاد والإشكالات الواردة في الأحاديث والآثار التي استشهد بها وذكر ما يتعلق بها من أي فن كان كما سترى ذلك مفصلا في محاله ... إلخ.
والحاصل أنه شرح حافل جليل من مفاخر الحلبيين ، فعسى أن تصح عزيمة بعض أرباب المطابع في إخراجه إلى عالم المطبوعات ليعم به النفع.
ومن مؤلفاته التي لم تذكر في ترجمته «لامية الشرف وسراج الغرف» وهي قصيدة ذكرها في كشف الظنون وقال إنها في تسعة وستين بيتا أولها :
الحمد لله رب العالمين على |
|
ما تم من نعم جلّت من الأزل |
وهي في الموعظة والنصيحة ، ثم شرحها في مجلد كبير سماه «نهج السعادة ومواقف الإفادة» أتمه سنة ١٠١٧ ، وقال في تاريخها (أشرقت) ، جمع فيه شيئا كثيرا من كلمات