قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإعجاز القرآني في ضوء الإكتشافات العلمي الحديث

الإعجاز القرآني في ضوء الإكتشافات العلمي الحديث

الإعجاز القرآني في ضوء الإكتشافات العلمي الحديث

تحمیل

الإعجاز القرآني في ضوء الإكتشافات العلمي الحديث

62/444
*

فرجع إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو فزع فقال : يا رسول الله هذا عمر بن الخطاب متوشحا السيف ، فقال حمزة بن عبد المطلب : فأذن له فإن كان جاء يريد خيرا بذلناه له ، وإن كان يريد شرا قتلناه بسيفه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ائذن له» ، فأذن له الرجل ، ونهض إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى لقيه في الحجرة ، فأخذ حجزته أو بمجمع ردائه ثم جبذه به جبذة شديدة وقال : «ما جاء بك يا بن الخطاب؟ فو الله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة» ، فقال عمر : يا رسول الله جئتك لأومن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله ، قال فكبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تكبيرة عرف أهل البيت من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن عمر قد أسلم ، فتفرق أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكانهم ، وقد عزوا في أنفسهم حين أسلم عمر مع إسلام حمزة ، وعرفوا أنهما سيمنعان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وينتصفون بهما من عدوهم) (١).

ثانيا ـ الطفيل بن عمرو الدوسي :

وما حدث لعمر بن الخطاب حدث للطفيل بن عمرو الدوسي ، وشعره لا يخفى على العرب وقصائده التي كان يتجمهر الناس في المحافل العامة والأسواق لسماعها ليست بخافية ، ومع ذلك عند ما قرع القرآن مغاليق قلبه ، خفت شعره والتهبت مشاعره بالإيمان فكان في زمرة الموحدين ، وها هو ذا يحدثنا عن تأثير القرآن ووقعه في قلبه يوم سمعه غضا طريا نديا من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(... أن الطفيل بن عمرو قال : كنت رجلا شاعرا سيدا في قومي ، فقدمت مكة فمشيت إلى رجالات قريش فقالوا : إنك امرؤ شاعر سيد وإنا قد خشينا أن يلقاك هذا الرجل فيصيبك ببعض حديثه ، فإنما حديثه كالسحر فاحذره أن يدخل عليك وعلى قومك ما أدخل علينا ، فإنه فرق بين المرء وأخيه ، وبين المرء وزوجته ، وبين المرء وابنه ، فو الله ما زالوا يحدثوني شأنه وينهوني أن أسمع منه حتى قلت : والله لا أدخل المسجد إلا وأنا ساد أذني ، قال : فعمدت إلى أذني فحشوتها كرسفا ، ثم غدوت إلى المسجد فإذا برسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم قائما في المسجد ، فقمت قريبا منه وأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله ، فقلت في نفسي : والله إن هذا للعجز وإني امرؤ ثبت ما تخفى عليّ الأمور حسنها وقبيحها ، والله لأتسمعن منه فإن كان أمره رشدا أخذت منه وإلا اجتنبته ، فنزعت الكرسفة ، فلم أسمع قط كلاما أحسن من كلام يتكلم به فقلت : يا سبحان الله ما

__________________

(١) السيرة النبوية ، لابن هشام ، ٢ / ١٨٩ ـ ١٩٠.