الفقراء غالبا عنده. ثم بعد مدة توجه أبو الوفا بهدايا إلى الشيخ سعد الدين ومعه الفقراء المريدون ، فسبقه الشيخ مسعود أخو الشيخ إبراهيم وقال للشيخ سعد الدين : إن خلفت أبا الوفا يختل أمرنا ، فقال : لا أخلفه ، فجاء أبو الوفا فأكرمه الشيخ سعد الدين ثم قال له : جئت تطلب الخلافة ، فقال : أنا خليفة والدي عن والده عن جده عن أجدادكم ، ونحن الذين أحيينا في حلب طريقتكم ، ووالدي كتب مؤلفا في مناقبكم ، وجدي كذلك ، والشيخ عبد الرحيم كان من بعض فقرائنا ، وجئت لتأدية حقكم فحسب ، فإن أذنتم فبها وإلا فقد فعلت مالكم من الاحترام ، ولم يبرم. ثم رجع إلى حلب واستمرت حلقة ذكره قائمة ، لكن حلقة الشيخ عبد الرحيم كثرت جدا بسبب السخاء وبذل القرى. وكانت حلقة الشيخ عبد الرحيم بباب المقصورة ملاصقة حلقة الشيخ أبي الوفا بحيث يتلحمون ولا شيء حاجز بينهم ، وكان يقع بينهم من الفتن والإثارات والشتم أشياء كثيرة إلى أن مقت الناس الفريقين ، فلما قدم الشيخ محمد بن الشيخ سعد الدين إلى حلب ألزم الشيخ عبد الرحيم بالتحول إلى المحراب الأصفر حتى انطفت تلك النيران. وقال الشيخ محمد : أخطأ والدي في تفريق الكلمة بينهم.
وكان أبو الوفا تولى مدرسة الفردوس وتولى نقابة طرابلس ، وكان خطيبا بجامع الزكي وإماما له. وولي مدرسة البيرامية. وكانت وفاته في سنة عشر بعد الألف ودفن في نفس زاويتهم وقد قارب الخمسين.
الكلام على الزاوية الوفائية :
هذه الزاوية كما قال في أول الترجمة خارج باب النصر فوق الجامع المعروف بجامع الزكي بالقرب من الحمّام المعروف بحمّام القوّاس ، وتعرف الآن بزاوية البعّاج. وهي عبارة عن قبلية ولها صحن صغير ، وفي شرقي القبلية قبران أحدهما قبر الواقف الشيخ عمر ابن الشيخ أحمد الشهير بخليفة المتوفى سنة ٩٤٦ وقد تقدمت ترجمته في الخامس (ص ٤٨١) ، والثاني قبر ولده الشيخ محمد شمس الدين. وفي الصحن في شرقيه قبران أحدهما قبر أبي الوفا المترجم وقبر أخيه الشيخ أحمد المتوفى سنة ١٠٣٤ وهما ابنا الشيخ محمد المتقدم.
وكانت هذه الزاوية مشرفة على الخراب ، فاهتم بعمارتها متوليها الشيخ محمد هاشم ابن الشيخ عبد الوهاب الوفائي ، فجدد عمارة جدار القبلية سنة ١٣٣٦ ونقش فوق بابها