ما قدمنا ذكره ملخصا ، ولا زال مهتما بعمارة باقيها. والشيخ محمد المذكور رجل صالح حافظ لكتاب الله تعالى ، وهو من ذرية الواقف ، فهو محمد هاشم بن عبد الوهاب بن محمد هاشم بن أسعد بن هاشم بن أسعد بن تاج الدين بن محمد بن أبي الوفا بن محمد ابن عمر (وهو الواقف) ، وقد أطلعني على نسبهم الذي تقدم ذكره في الترجمة وعليه كما قال خطوط غالب أعيان ذلك العصر وبعده مثل الشيخ عمر العرضي وأبي اليمن البتروني وعمر بن محمد المرعشي وإبراهيم بن المنلا وأبي الجود البتروني والشيخ فتح الله البيلوني وأحمد ابن محمد الكواكبي وأبي الوفا العرضي ، وقد كتب هذا عليه : نسب أشرقت في أفلاك المعالي أقماره ، وسطعت في آفاق المحامد أنواره ، قد اكتسى من حلل الصحة ثياب الوقار ، وتحلى بقلائد المجد وعقود الفخار ، فهم السادة الذين بمحبتهم يزداد العبد قربا ، حسبما صرح به قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)* إلخ.
والمذكور في أصل النسب الشيخ محمد (والد المترجم) بن الشيخ عمر بن أحمد بن محمد خليفة بن الشيخ زكي الدين بن محمد بن علي بن حسن بن حسين بن محمد بن عبد العزيز بن زيد بن جعفر بن حمزة بن هارون بن عمران بن عبيد الله بن علي بن نصر الله ابن عبيد الله بن قاسم بن عبيد الله بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن علي ابن الإمام السبط أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
وبالجملة فإن هذا النسب من نفائس الآثار لما اشتمل عليه من خطوط كبار العلماء والقضاة في الشهباء في ذلك العصر والذي بعده.
وأطلعني المتولي على ديوان جده الأعلى الشيخ محمد بن عمر (والد المترجم) وهو ديوان كبير ، وهو على طريقة أهل التصوف ، لكن النظم ليس بشيء.
ورأيت عنده من مؤلفات الشيخ محمد جزئين من شرح البخاري هما الأول والثاني سماه «بغية السامع والقاري في شرح صحيح البخاري» ، وأخبرني أنه كان تاما في ستة مجلدات ، وهو من جملة ما وقفه جده من الكتب على هذه الزاوية ، وقد تبعثرت كلها ولم يبق منها سوى هذين المجلدين ، وهو شرح وسط.
__________________
(*) الشورى :