آية في كتاب الله عزوجل ، سألت عنها جابر بن يزيد فأرشدني إليك. فقال : وما هي؟ قال : قوله عزوجل : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ).
فقال أبي : نعم ، فينا نزلت ، وذلك أن فلانا ، وفلانا ، وطائفة معهما ـ وسمّاهم ـ اجتمعوا إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، إلى من يصير هذا الأمر بعدك ، فو الله لئن صار إلى رجل من أهل بيتك ، إنا لنخافهم على أنفسنا ولو صار إلى غيرهم فلعلّ غيرهم أقرب وأرحم بنا منهم. فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من ذلك غضبا شديدا ، ثم قال : أما والله لو آمنتم بالله وبرسوله ما أبغضتموهم ، لأنّ بغضهم بغضي ، وبغضي هو الكفر بالله ، ثمّ نعيتم إليّ نفسي ، فو الله لئن مكّنهم الله في الأرض ليقيموا الصلاة ، وليؤتوا الزكاة ، وليأمروا بالمعروف ، ولينهوا عن المنكر ، إنّما يرغم الله أنوف رجال يبغضوني ، ويبغضون أهل بيتي وذريّتي ، فأنزل الله عزوجل : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) فلم يقبل القوم ذلك ، فأنزل الله سبحانه : (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «هذه الآية لآل محمد ، المهديّ عليهالسلام وأصحابه ، يملكّهم الله مشارق الأرض ومغاربها ، ويظهر الدين ، ويميت الله عزوجل به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهة الحق ، حتى لا يرى أثر من الظلم ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ولله عاقبة الأمور» (٢).
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٣٤٢ ، ح ٢٤.
(٢) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٣٤٣ ، ح ٢٥.