٣ ـ قال أبو حمزة : قال أبو جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) ، قال : «فيفنى كل شيء ويبقى الوجه؟! الله أعظم من أن يوصف ، لا ولكن معناها : كلّ شيء هالك إلا دينه ، ونحن الوجه الذي يؤتى الله منه ، لم نزل في عباده ما دام الله له فيهم روبة ، فإذا لم يكن له فيهم روبة ، رفعنا إليه ، ففعل بنا ما أحبّ».
قلت : جعلت فداك ، وما الروبة؟ قال : «الحاجة» (١).
وقال الطّبرسيّ : عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد سأله سائل عن تفسير آيات من القرآن ، فسأله فأجابه عليهالسلام ، فقال : «وأمّا قوله : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) ، فإنما أنزلت : كل شيء هالك إلا دينه ، لأنّه من المحال أن يهلك منه كلّ شيء ويبقى الوجه ، هو أجلّ وأعظم وأكرم من ذلك ، إنّما يهلك من ليس منه ، ألا ترى أنّه قال : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ)(٢)؟ ففصل بين خلقه ووجهه» (٣).
٤ ـ وقال سلام بن المستنير : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) ، قال : «نحن ـ والله ـ وجهه الذي قال ، ولن نهلك إلى يوم القيامة بما أمر الله به من طاعتنا وموالاتنا ، فذلك والله الوجه الذي قال : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) ، وليس منّا ميت يموت إلا وخلفه عاقبة منه إلى يوم القيامة» (٤).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٤٧.
(٢) الرحمن : ٢٦ و ٢٧.
(٣) الاحتجاج : ج ١ ، ص ٢٥٣.
(٤) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٤٢٥ ، ح ٢٥.