النخل. والهضيم : اليانع النضيج ... وقيل : هو الرطب اللين ... وقيل : هو الضامر بدخول بعضه في بعض ... وقيل : هو الذي إذا مس تفتت ... وقيل : هو الذي ليس فيه نوى ...
(وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ) أي : حاذقين بنحتها من فره الرجل فراهة فهو فاره. وفرهين : أشرين بطرين ... (فَاتَّقُوا اللهَ) في مخالفته (وَأَطِيعُونِ) فيما أمركم به (وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ) يعني الرؤساء منهم ، وهم تسعة رهط من ثمود الذين عقروا الناقة. ثم وصفهم فقال : (الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ قالُوا) في جوابه (إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) قد أصبت بسحر ففسد عقلك ، فصرت لا تدري ما تقول. وهو بمعنى المسحورين. والمراد : سحرت مرة بعد أخرى. وقيل : معناه من المخدوعين. وقيل من المخلوقين المعللين بالطعام والشراب ... وقيل : معناه أنت مثلنا لك سحر أي : رئة تأكل وتشرب ، فلم صرت أولى منا بالنبوة.
[أقول : قال أبو جعفر عليهالسلام : «قوله : (إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) يقول : أجوف ، مثل خلق الإنسان ، ولو كنت رسولا ما كنت مثلنا»](١) ـ (ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) أي : آدمي مثلنا.
(فَأْتِ بِآيَةٍ) أي : بمعجزة تدل على صدقك (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)(٢).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٢٥.
(٢) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٣٤٦.