وقال عمرو الأحول : تلا أبو عبد الله عليهالسلام هذه الآية : (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) ، قال : فأخذ قبضة من حصى ، وقبضها بيده ، فقال : «هذا الإقتار الذي ذكره الله في كتابه» ، ثم قبض قبضة أخرى ، فأرخى كفّه كلّها ، ثمّ قال : «هذا الإسراف» ، ثمّ أخذ قبضة أخرى ، فأرخى بعضها وأمسك بعضها وقال : «هذا القوام» (١).
وقال عبد الله بن أبان : سألت أبا الحسن الأول عليهالسلام عن النفقة على العيال ، فقال : «ما بين المكروهين : الإسراف ، والإقتار» (٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام لأبي عبد الله عليهالسلام : «يا بنيّ ، عليك بالحسنة بين السيّئتين ، تمحوهما». قال : «وكيف ذلك ، يا أبه؟» قال : «مثل قول الله : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها) لا تجهر بصلاتك سيئة ولا تخافت بها سيئة (وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً)(٣) حسنة ، ومثل قوله : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ)(٤) ، ومثل قوله : (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا) إذا أسرفوا سيئة ، وأقتروا سيّئة (وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) حسنة ، فعليك بالحسنة بين السيّئتين» (٥).
__________________
(١) الكافي : ج ٤ ، ص ٥٤ ، ح ١.
(٢) الكافي : ج ٤ ، ص ٥٥ ، ح ٢.
(٣) الإسراء : ١١٠.
(٤) الإسراء : ٢٩.
(٥) تفسير العياشي : ج ٢ ، ص ٣١٩ ، ح ١٧٩.