وقال الطّبرسيّ : في حديث عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، يذكر فيه من تقدّم عليه ، فقال عليهالسلام : «مثل ما أتوه من الاستيلاء على أمر الأمّة ، كلّ ذلك لتتمّ النّظرة التي أوجبها الله تبارك وتعالى لعدوّه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله ، ويحقّ القول على الكافرين ، ويقترب الوعد الحقّ الذي بيّنه الله في كتابه بقوله : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ، وذلك إذا لم يبق من الإسلام إلّا اسمه ، ومن القرآن إلّا رسمه ، وغاب صاحب الأمر بإيضاح العذر له في ذلك ، لاشتمال الفتنة على القلوب ، حتى يكون أقرب الناس إليه أشدّهم عداوة له ، وعند ذلك يؤيّده الله بجنود لم يروها ، ويظهر دين نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم على يديه على الدّين كله ، ولو كره المشركون» (١).
وقال ابن شهر آشوب : عن تفسيري أبي عبيدة ، وعلي بن حرب الطائيّ ، قال عبد الله بن مسعود : الخلفاء أربعة : آدم : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)(٢) وداود : (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ)(٣) يعني بيت المقدس ، وهارون ، قال موسى : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي)(٤) ، وعليّ عليهالسلام : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) يعني عليّا عليهالسلام (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ).
وقوله : (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) آدم وداود وهارون ، (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ) يعني الإسلام ، (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) يعني أهل مكّة ، (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ) بولاية عليّ بن أبي طالب ، (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) يعني العاصين لله ولرسوله.
__________________
(١) الاحتجاج : ص ٢٥٦.
(٢) البقرة : ٣٠.
(٣) ص : ٢٦.
(٤) الأعراف : ١٤٢.