يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ (٤٣) يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ) (٤٤) [سورة النور : ٤٣ ـ ٤٤]؟!
الجواب / ١ ـ قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً) : أي يثيره من الأرض (ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ) فإذا غلظ ، بعث الله ملكا من الرياح فيعصره ، فينزل منه الماء ، وهو قوله : (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) أي المطر (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «كان علي عليهالسلام يقوم في المطر أول ما تمطر ، حتى يبتلّ رأسه ولحيته وثيابه ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، الكنّ لكنّ. فقال : «إن هذا ماء قريب عهد بالعرش». ثم أنشأ يحدّث ، فقال : «إن تحت العرش بحرا فيه ماء ، ينبت أرزاق الحيوانات ، فإذ أراد الله (عزّ ذكره) أن ينبت لهم ما يشاء ، رحمة منه أوحى إليه ، فمطر ما شاء ، من سماء إلى سماء ، حتى يصير إلى سماء الدنيا ـ فيما أظنّ ـ فيلقيه إلى السّحاب والسّحاب بمنزلة الغربال ، ثم يوحي إلى الريح : أن اطحنيه ، وأذيبيه ذوبان الماء ، ثم انطلقي به إلى موضع كذا وكذا ، فأمطري عليهم عبابا ، وغير ذلك ، فتقطر عليهم على النحو الذي يأمرها به ، فليس من قطرة تقطر إلّا ومعها ملك ، حتى يضعها موضعها ، ولم تنزل من السّماء قطرة من مطر إلا بعدد معدود ، ووزن معلوم ، إلّا ما كان من يوم الطوفان على عهد نوح عليهالسلام ، فإنّه نزل ماء منهمر ، بلا وزن ولا عدد (٢).
وقال : أبو عبد الله عليهالسلام ، «قال لي أبي عليهالسلام ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الله عزوجل جعل السحاب غرابيل المطر ، تذيب البرد ، حتى يصير ماء ، لكيلا يضر به شيئا يصيبه ، والذي ترون فيه من البرد والصّواعق ،
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٠٧.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٣٩ ، ح ٣٢٦.