شكّاكا في الله عزوجل ، قال الله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) يعني على شكّ في محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وما جاء به (فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ) يعني عافية في نفسه وماله وولده (اطْمَأَنَّ بِهِ) ورضي به (وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ) يعني بلاء في جسده وماله ، تطيّر وكره المقام على الإقرار بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فرجع إلى الوقوف والشكّ ، ونصب العداوة لله ولرسوله ، والجحود بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وما جاء به» (١).
وفي رواية ثانية قال زرارة : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ).
قال : «هم قوم وحّدوا الله ، وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله ، فخرجوا من الشرك ، ولم يعرفوا أن محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم رسول الله ، فهم يعبدون الله على شكّ في محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وما جاء به ، فأتوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقالوا : ننظر ، فإن كثرت أموالنا وعوفينا في أنفسنا وأولادنا علمنا أنه صادق ، وأنه رسول الله ، وإن كان غير ذلك نظرنا ، قال الله عزوجل : (فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ) يعني عافية في الدنيا (وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ) يعني بلاء في نفسه وماله (انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) انقلب على شكّه إلى الشرك (خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ) ـ قال ـ ينقلب مشركا ، يدعو غير الله ويعبد غيره ، فمنهم من يعرف ويدخل الإيمان قلبه فيؤمن ويصدّق ، ويزول عن منزلته من الشكّ إلى الإيمان ، ومنهم من يثبت على شكّه ، ومنهم من ينقلب إلى الشرك» (٢).
__________________
(١) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٠٣ ، ح ١.
(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٠٣ ، ح ٢.