بالمدينة ، وكان النساء يتقنّعن خلف آذانهن ، فنظر إليها وهي مقبلة ، فلمّا جازت نظر إليها ، ودخل في زقاق قد سمّاه ببني فلان ، فجعل ينظر خلفها ، واعترض وجهه عظم في الحائط ، أو زجاجة ، فشقّ وجهه ، فلمّا مضت المرأة ، نظر فإذا الدماء تسيل على صدره وثوبه ، فقال : والله لآتينّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولأخبرنّه. قال : فأتاه ، فلمّا رآه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال له : ما هذا؟ فأخبره ، فهبط جبرئيل عليهالسلام بهذه الآية : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ)(١).
٢ ـ وقال أبو عبد الله عليهالسلام ـ في حديث ـ : «وفرض الله على البصر أن لا ينظر إلى ما حرّم الله عليه ، وأن يعرض عمّا نهى الله عنه مما لا يحلّ له ، وهو عمله ، وهو من الإيمان ، قال الله تبارك وتعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) فنهاهم أن ينظروا إلى عوراتهم ، وأن ينظر المرء إلى فرج أخيه ، ويحفظ فرجه أن ينظر إليه ، وقال : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ) من أن تنظر إحداهنّ إلى فرج أختها ، وتحفظ فرجها من أن ينظر إليها ـ وقال ـ كلّ شيء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزّنا ، إلا هذه الآية فأنّها من النظر» (٢).
٣ ـ قال الفضيل بن يسار : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الذراعين من المرأة ، أهما من الزينة التي قال الله تبارك وتعالى : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ)؟
قال عليهالسلام : نعم ، وما دون الخمار من الزينة ، وما دون السّوارين» (٣).
وقال رجل من أصحابنا : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما يحل للرجل أن
__________________
(١) الكافي : ج ٥ ، ص ٥٢١ ، ح ٥.
(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٠ ، ح ١.
(٣) الكافي : ج ٥ ، ص ٥٢٠ ، ح ١.