وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٥) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٧) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٨) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ) (٩) [سورة الحج : ٥ ـ ٩]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : ثم خاطب الله عزوجل الدهرية ، واحتجّ عليهم فقال : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ) أي في شكّ : (فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) قال المخلّقة : إذا صارت دما ، وغير مخلّقة ، قال : السقط (١).
وقال سلام بن المستنير : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ).
فقال : «المخلّقة : الذرّ الذين خلقهم الله في صلب آدم عليهالسلام ، أخذ عليهم الميثاق ، ثمّ أجراهم من أصلاب الرجال وأرحام النساء ، وهم الذين يخرجون إلى الدنيا حتى يسألوا عن الميثاق. وأمّا قوله : (وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) فهم كل نسمة لم يخلقهم الله في صلب آدم عليهالسلام حين خلق الذرّ ، وأخذ عليهم الميثاق ، وهم النطف من العزل والسقط قبل أن تنفخ فيه الروح والحياة والبقاء» (٢).
وقال علي بن إبراهيم : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام : (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ) كذلك كنتم في الأرحام (وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ) فلا يخرج سقطا» (٣).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٧٨.
(٢) الكافي : ج ٦ ، ص ١٢ ، ح ١.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٧٨.