وغيره من الائمة من تكفير هؤلاء المبتدعة فإنما أرادوا به كفرا دون كفر هو كما قال الله عزّ وجلّ : (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (١) ، قال ابن عباس : إنه ليس بالكفر الذي تذهبون إليه ، إنه ليس بكفر ينقل عن ملة ولكن كفر دون كفر.
قال الشيخ رحمه الله : فكأنهم أرادوا بتكفيرهم ما ذهبوا إليه من نفي هذه الصفات التي أثبتها الله تعالى لنفسه ، وجحودهم لها بتأويل بعيد مع اعتقادهم إثبات ما أثبت الله تعالى فعدلوا ، عن الظاهر بتأويل ، فلم يخرجوا به عن الملة وإن كان التأويل خطأ ، كما لم يخرج من أنكر إثبات المعوذتين في المصاحف كسائر السور من الملة لما ذهب إليه من الشبهة ، وإن كانت عند غيره خطأ (٣).
وكلامه الأخير نص صريح ، ولا يحتاج إلى تعليق حتى أن شيخ الوهابية ابن تيمية نص على عدم تكفير من أنكر قرآنا ثابتا لاشتباهه ولعدم قيام الدليل لدى المنكر ، كتواتر قرآنية السورة والآية ، وحال هذا المنكر للقرآن في عدم تكفيره عند ابن تيمية حال بعض الصحابة والتابعين الذين أنكروا بعض نصوص القرآن الثابتة بالتواتر؛ لعدم قيام الحجة لديهم ، نقدم أولا كلامه عن عدم تكفير من اشتبه وادعى أن بعض ما في القرآن ليس من كلام الله عزّ وجلّ :
__________________
(١) المائدة : ٤٤.
(٢) السنن الكبرى للبيهقي١٠ : ٢٠٧ ، ح٢٠٦٨٨.