الماضي ذكر أخيه وأبيه.
ولد بحلب سنة إحدى عشرة ، فمات عنه والده ثم جده ، فربته وأخاه البدري الحسن جدتهما أم أبيهما بنت الشيخ الإمام الشمس محمد ابن الشماع الأيوبي الماضي ذكره ، فصانت لهما كتب جدهما بل آثار جدودهما من الكتب والوثائق الشرعية وغيرها فلم تفرط في شيء. وكانت من الصالحات لا تخرج إلى بيت أحد في تهنئة ولا تعزية أصلا.
فلما تأهل لتحصيل العلم أخذ في بعض المقدمات الصرفية والنحوية على شيخنا البرهان العمادي وشيخنا الشمس الخناجري.
فلما قدم حلب شيخنا الشهاب الهندي نقله إلى المدرسة الشرفية المجاورة لمنزله بعد أن حل بمنزلنا مدة فأكرم مثواه وقرأ عليه في أزمنة متفرقة من حاشية الهندي على الكافية ما دون نصف كراسة ، إلا أنه سمع منه هذا اليسير على نهج التحرير مطنب التقرير في عدة شهور كما هو مشهور إلى أن بدل ذلك بشرحها المشهور بالخبيصي ، فقرأ منه قطعة ثم قطعه ، ومع هذا يسمع ما قرأ به من المطوّل وحاشيته الشريفية عليه متى لاح له ويصرف فهمه الوقاد إليه متى بدا له ، إلى أن توفي الشيخ سنة تسع وثلاثين.
ولما نزل بالشرفية شيخنا ملا موسى بن عوض الكردي وصاحبنا الشمس محمد الغزي الشهير بابن المشرقي بجلهما وأسدى القرى إليهما ، وقرأ أحيانا عليهما.
وارتحل إلى حماة فدخل في مريدي سيدي علوان وحصل له به علو بل علوان ، وأنتج ارتحاله وحسنت يومئذ حاله ، فزوجه الشيخ ابنته فولد له منها تلميذنا الجلالي جلال الدين وغيره.
وكان في سنة سبع وثلاثين قد استجاز هو وصاحبنا سيدي أبو الوفاء ولد الشيخ جماعة في طي استدعاء كتباه ، فأجاز لهما شيخ الإسلام أبو الحسن محمد بن محمد البكري الصديقي الشافعي والشيخ محمد بن علي الذهبي الشافعي وغيرهم. قال : ومولدي سنة خمسين وثمانمائة. والشيخ محمد بن علي بن عمر الخطيب الطائي الشافعي قال : ولي دخل في الإجازة العامة من حافظ العصر ابن حجر رحمهالله تعالى ، فإن مولدي تقريبا سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة ، وقاضي الحنابلة بالقاهرة في آخر الدولة الغورية الشهاب أحمد النجار الفتوحي شيخنا. وفي غضون دولة أخيه الجناب البدري حسن استعان به مالا وجاها فقابلته الرياسة