ازدحمت طلابها. وله مداعبات لطيفة ، مشتملة على النكات البديعة الظريفة ، فمن مداعباته وقد سئل عن الحب هو بالضم أم بالكسر ، فأجاب بأن المضموم مصدر حب ، وأما الحب بالكسر فهو نفس المحبوب وضمه حسن. ويروى أنه قال : هو بالوجهين لكن ضمه أحسن. وله شعر بديع ، ونثر كأنه روضة ربيع ، بقريحة جيدة سيالة ، ومقاصد في قصورها مختالة. فمن شعره قوله :
يا مهاة الصريم عينا وجيدا |
|
وأخا الورد في الطراوة خدا |
إلى آخر الأبيات المتقدمة.
وكان مدعوا يوما عند بعض الأكابر بحلب ، مع جماعة من ذوي الكمالات والأدب ، فلما حضر عنده واستقر به المجلس أخبره بعض أحبابه أن في ذلك المكان محبوبا يسمى عبد الكافي ، وأن فلانا مشغوف بحبه وهو عليه ذا غيرة عظيمة ، فإن أردت أن تكتب له فيه بعض أبيات غزلية حتى نتداعب مع محبه ونوهمه محبتك لمحبوبه ، حتى نرى ما يظهر منه من الغيرة ، فكتب لهم ارتجالا أبياتا يستخرج من أوائلها اسم ذلك المحبوب ، فلما وقف عليها ذلك المحب تغير لونه وأخذته الغيرة ولم يتكلم بشيء إجلالا للشيخ ، غير أنه باهت متحير ، إلى أن خجر الشيخ من ذلك المكان ، فتبعه حيران ، فضحك الشيخ وأخبره بحقيقة القضية ، فانصرف حينئذ بنفس رضية ، والأبيات :
تعشقت مسك الخال حين ضممته |
|
وقلبي جريح من شبا لحظه التركي |
وقلت وقد زادت لواعج لوعتي |
|
أيبرى جريح شم رائحة المسك |
توفي في ٧ رمضان سنة ١١٦٩ ودفن خارج باب الملك بحلب بالقرب من محلة البلاط.
ا ه.
أقول : لا يؤخذ من أوائل هذين البيتين شيء ، ولعل الأبيات التي عناها غير هذين.
ومن مؤلفاتته كتاب سماه «نتيجة الحجا والإلغاز في المعمّى والأحاجي والألغاز» رأيته بخط تلميذه الشيخ محمد البهالي وذكر فيه أنه قرأه على مؤلفه شيخه الشيخ قاسم. ومما قاله في هذا الكتاب : الباب الرابع فيما نظمناه من المعميّات منها في اسم أحمد :
وشادن تاه على عشاقه |
|
بحسنه جل الذي قد * أبدعه |
__________________
(*) أضفنا (قد) ليستقيم الوزن.