ودخان ند قد أحاط بوجنة |
|
أم ذاك مسك في الخدود يسيل |
وشبا سيوف أم عيون جآذر |
|
رمقت تحاول فتكنا وتصول |
وعبير طيب فاح ينفح طيبه |
|
أم ثغرك المتبلج المعسول |
وسقيط طل أم لآل نظّمت |
|
فتخاله عرق الجبين يجول |
وعقارب بزبانها تومي لنا |
|
أم ذاك خال الخدّ أم تخييل |
وظلام ليل ما ترى أم طرة |
|
هل لي إلى إدراك ذاك سبيل |
قد خلت مذ ليل الغدائر قد بدا |
|
أن ليس للصبح المنير وصول |
لكن بلال الخال أشعر أنه |
|
ضوء الجبين على الصباح دليل |
فانهض إلى حسو * الكؤوس أخا الهوى |
|
في روض أنس والنسيم عليل |
وافتض بكر مدامة واستجلها |
|
فلها إذا افتضت دم مطلول |
كمذاب ياقوت بجامد فضة |
|
في لحظ ساقيها الصبيح ذبول |
حمرا إذا ما قام يترع كأسها |
|
غنج اللواحظ طرفه مكحول |
خلت المدام ووجهه لما بدا |
|
شمسا وبدرا ما اعتراه أفول |
وظننت كأس الراح في يده غدا |
|
كهلال يوم الشك وهو ضئيل |
لم أدر هل خضبت بأحمر خده |
|
أم خده من كأسها مطلول |
فاشربهما صرفا فذلك شربه |
|
رشف وهذا شربه التقبيل |
واغنم فدتك الروح أيام الصبا |
|
واللهو إن زمانهن قليل |
وتلاف أيام الربيع وورده |
|
فعليه من در الندى إكليل |
فالروض معطار الأزاهر يانع |
|
والغصن يرقص والهزار يقول |
والدف يعزف والنسيم مشبب |
|
والعود يشدو والسحاب هطول |
وله غير ذلك من الأشعار والنظام والنثار.
وألف ثبتا حافلا جامعا (١) لشيوخه وإجازاته ، وصار له جاه واشتهار ودولة.
__________________
(*) في الأصل : حثو.
(١) رأيته بخطه ألفه كما قال في آخره برسم عمدة المدرسين الكرام الشيخ محمد أفندي أبي اليمن البيلوني العمري الحلبي ، وقال في أوله : وإن ممن لاحظته عين العناية ، وسبقت له الهداية ، فسابق في ميدان العلوم ، على خيل الذكاء والفهوم ، المتصل نسبه الشريف إلى محدث حلب الشهباء ، شيخ شيوخها البدر شيخ الإسلام محمود البيلوني ،