وقد شرفت بك كل البلاد |
|
وضاق بفضلك نادي حلب |
بعثت لعبدك در النظام |
|
وصغت له أنجما من ذهب |
سكرت بخمر معان صفت |
|
به نقط الخط مثل الحبب |
تضمن لغزا ينادى بيا |
|
شهاب بن شمس حويت الطلب |
فلا زلت تنظم نثر اللآل |
|
وتنثر من دره المنتخب |
ولا زلت أنشد فيه المديح |
|
وأطوي الزمان به والحقب |
وأثني عليه بآلائه |
|
وأقرب منه نأى أو قرب |
وأذهب من نور آدابه |
|
ظلام الدياجي وظلم النوب |
مدى الدهر ما انقض نجم وما |
|
شهاب سما من سماء الرتب |
وترجمه تلميذه البديعي فقال في وصفه : إمام الفضلاء الذي به يقتدون ، وبأنواره من حنادس الشبه يهتدون ، عالم جدد رسوم البلاغة بعد أن نسجت عليها العناكب ، وأحيا ربوعها بعد أن قامت عليها النوادب ، وافتتح بصوارم أفكاره مقفلات صياصيها ، واستخرج خرائدها الممنعة بمعاقلها واسترق نواصيها. حسن سيرته ، وطهر سريرته ، وقد زها بخطابته الجامع الأكبر :
لو أن مشتاقا تكلف فوق ما |
|
في وسعه لسعى إليه المنبر |
* وقد نسجت أفكار شعراء العصر وشائع مفاخره ، وخلدت في دواوينها ظرائف مآثره.
ولم تزل حضرته الشريفة كعبة الجود ، وسدته المنيفة قبلة الوفود ، مع سماحة شيم ، وفصاحة كلم ، ورجاحة كرم. وقد أصاب شاكلة الصواب ، وأتى بفصل الخطاب من قال في مدحه :
لقد بت في الشهباء ما بين معشر |
|
تهاب الليالي أن تروع لهم جارا |
مقاديرهم بين الأنام شريفة |
|
ولكن نجم الدين أشرف مقدارا |
ترى البشر يبدو من أسارير وجهه |
|
فلو جئته ليلا لأهداك أنوارا |
ثم أنشد له من شعره قوله من قصيدة :
أترى الزمان يعيد لي إيناسي |
|
ويرق لي ذاك الحبيب القاسي |
__________________
(*) البيت للبحتري.