الأدب ومركز دائرته بقطر الشهباء. وكان رئيس الكتاب بمحكمة قاضي قضاتها ،
وله أخ اسمه تاج الدين كان يتولى النيابة بها.
والقاضي صلاح
الدين هذا من مشاهير الأدباء ، له شعر مطبوع ونظم مصنوع مع مشاركة في فنون عديدة
وخبرة بمفاهيم عجيبة. وهو من المكثرين في الشعر ، فليس لأحد من أبناء عصره عشر
ماله منه الشعر ، وناهيك بمن لم يخل بياض يوم ولا سواد ليلة من تبييض وتسويد ، ولم
يبق أحد يتوسم فيه النجابة إلا مدحه أو راسله أو طارحه إلى أن صعد درج الثمانين
ورقي التسعين.
وذكره البديعي
فقال في وصفه : شاعر إن ذكر المجيدون فهو الواحد الكامل ، وناثر إن وصف المنتمون
إلى الآداب فهو القاضي الفاضل ، ومن محاسن إنشائه ما كتبه إلى السيد أحمد بن
النقيب الحلبي المقدم ذكره ملغزا في اسم عندليب :
وهو الشريف
الفاضل واللطيف الكامل ، قد تمسك الأحباء بأرج أعتابك ، وتمسك الألباء بأهداب
آدابك ، وخلصت المشكلات بالتلخيص ، ولخصت المعضلات بالتخليص ، وملكت الاستعارات
فأعرت ما ملكت ، وسبكت الكنايات فأنكيت بما سبكت ، وانعقدت على عفتك الخناصر ،
وقيل للخائن إلى الخناصر ، وكيف تنصرف عن سلامة الطبع والصفة ، وفيك اجتمع الوزن
والمعرفة ، وقد ارتاح الصلاح إلى خفض الجناح لديك وعوّل عليك ، وطلب أن يعذر ويقال
فيما أطال وقال.
ما اسم بالظرف
موصوف ، وبالحب مشغوف ، وتصحيف شطره بعد التحريف من الظروف ، على أنه بعض الأحيان
مظروف ، وإن قلت ظرف مكان ، فهو في حيز الإمكان ، ويضاف إليه ظرف الزمان ، على أنه
من وصف الآرام ، اللاتي هن المرام ، أو على أنه أنالك ، كما لي أن أعرف كمالك.
وتصحيف شطره الأول والثاني جيد لأغيد ، وإن قلت أسد فهو للإيضاح ليث أسد ، وإن شئت
قلت موضع ليث القلائد من الصدور ، أو ما استرق من رمل الصخور ، وإن أردت المجاز
فالخمر من صروفه ، وإن أردت الحقيقة فظرفه من مظروفه ، وكيف يخفى وأوله اسم سنام
الأنعام ، وثانية حيوان في البحر عام ، وثالثه اسم امرأة ذات سمن ، ورابعة اسم شجر
ذي فنن ، وخامسة اسم ناحية من نواحي البقاع ، وسادسه اسم رجل كثير الوقاع ، على أن
أوله والثالث والرابع ، ينبىء عن قلب