وهل علم الدهر أني امرؤ |
|
كثير لديّ قليل الحبيب |
قال العرضي : وأصابته حمى الربع فطالت به ، فوصف له بعض مبغضيه أن يكتوى في ظهره ، فكواه رجل زنديق من قرية كفر حابس ، ولا يخفى أن أهلها مختلفو العقائد ، في سلسلة ظهره ، وصادفه مجيء الشتاء فحصل له الكراز مرض رديء فمات به في سنة عشر وألف رحمهالله تعالى ، ودفن في تربة جده الخواجا إسكندر في محلة الجبيلة بحلب ا ه.
وقال الشهاب الخفاجي في ريحانته فيه وفي أخيه إبراهيم الآتي ذكره : هما من دوحة الكمال غصنان ، بل روضان آنيتهما مرجان ، ولا أقول نهران فهما بحران ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ، كل منهما جواد يفرغ الخزائن بجوده ، فيملأ بالغيظ قلب حسوده ، طويل الباع عذب الموارد إذا ظمئت الأسماع مرهف فكره صقيل الطبع ، وبحر كرم متموج بهبوب نسيم ذلك الطبع ، رقيق حواشي المجد ، أرق من عبرات أسالها الوجد ، وضاح المحيا ، تحمر خجلا منه خدود الحميا. صنفا وألفا ، ولاحا كغصني بانة قد تألفا ، نشأا في حجر الفضل والحسب ، وبسقا في روض النجدة والأدب ، في زمان شمت فيه الجهل بالفضل ، ورقي صهوة عزه كل فدم نذل ، نجمان بأيهما اقتديت في طرق المعالي اهتديت ، فهما في مغرس الكرم صنوان ، وثمراتهما صنوان وغير صنوان ، وروضا محامد ، يسقيان بماء واحد. ا ه.
وقال الأديب محمد العرضي في حقه : النقاب ابن النقاب ، والشمس ابن الشهاب ، والبدر أخو السحاب ، بحر علم غزير ، وروض أديب نضير ، ولقد فاق الأوائل وهو في الزمن الأخير ، شب على العلم خادما وللعلى مخدوما ، وملأ أفواه الآذان من درر كلماته منثورا ومنظوما ، ولقد اجتمعت من أصناف الكمالات ، ما وجدت متفرقة في غيره من الذوات ، فراحة أندى من الماء الرضراض ، وخلق ألطف من النسيم ينم على الرياض ، يصف لطايم دارين ، وينعجن بعنبر الشحر انعجان الماء بالطين ، ونفس حرة ، وصداقة حلوة وعداوة مرة ، ووضاحة نسب وطلاقة محيا ، ونظام ينعصر تحت أقدامه عنقود الثريا ، وذيل لا تخدشه سيوف الغمرات ، يلبس إبليس ثوب الخذلان ويرن منه رنات.
وله آثار مأثورة ، كأنها لطائم مسك منشورة ، منها مجلد في شرح صحيح الإمام مسلم ، ومنها تاريخ ابتدأه بإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام وختمه بإبراهيم باشا كافل مملكة حلب ، ورسائل عديدة «كدلالة الأثر في طهارة الشعر» ورسالة في حكم البنح