اللبيب» فما دونه من كتب النحو ، وفي «شرح المفتاح» للشريف الجرجاني فما تحته من كتب البلاغة ، وفي حاشيته على شرح «الشمسية» وشرح «الغرة» لشيخنا السيد عيسى الصفوي بإشارته أن يقرأ عليّ ، فما دون ذلك في المنطق وفي سماع شيء من البخاري وغيره في الحديث ، وفي سماع قطعة حافلة من «شرح الشاطبية» للجعبري ، وقراءة أخرى من «شرح ألفية العراقي» لمؤلفها. وأخذ عني «شرح النخبة» لمؤلفها و «شرح الورقات» للمحلي.
وقرأ عليّ من مؤلفاتي «كحل العيون النجل في حل مسألة الكحل» و «الكنز المظهر في استخراج المضمر» ، و «كنز من حاجى وعمّى في الأحاجي والمعمّى» وغير ذلك عن دراية لا محض رواية. وأجزت له أن يروي عني جميع ما يجوز لي وعني روايته. وأخذ عني الكثير من شعري.
وصحب سيدي محمد بن سيدي علوان وهو بحلب سنة أربع وخمسين ، وسمع منه قريبا من ثلث البخاري وأجاز له ، وفاز بحضور مواعيد له بها. وسمع من البرهان العمادي المسلسل بالأولية وأجاز له روايته ، وقرأ بها على الشيخ إبراهيم الضرير الدمشقي للكوفيين وابن عامر من أول القرآن العظيم إلى آخر الأعراف ، ثم لأهل سما إلى آخر الأنعام ، ثم للسبعة إلى آخر الكهف ، كل ذلك بما تضمنه الحرز وأصله ، ثم للثلاثة إلى سيقول السفهاء ، ثم للعشرة إلى آخر الحديد ، كل ذلك من طريق التحبير للإمام الجزري ، وأجاز له ذلك بما له من الأسانيد عن شيوخ شاميين ومصريين ، وذلك في سنة ست وخمسين.
ورحل إلى دمشق رحلتين فقرأ بهما شرح ملا زاده على «هداية الحكمة» على الشيخ الصوفي محب الله التبريزي مجاور التكية السليمية مع سماع بعض تفسير البيضاوي عليه ، وقرأ قطعتين صالحتين من «المطوّل» و «الأصفهاني» على الشيخ أبي الفتح الشبستري وقطعا من الصحيحين وأبي داود على ابن رضي الدين الغزي وأجاز له أن يروي ما قرأه وسمعه وما رواه وما أجيز له وما له من تصانيف وشروح ومتون ، بل جميع ما تجوز له وعنه روايته قائلا في محل إجازته : وحضر دروسي بالشامية وغيرها وبحث بها بحوثا حسنة مفيدة أبان فيها عن يد في الفنون طولى ، وكلما انتقل من مسألة إلى غيرها تلا علينا لسان الحال (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى)*. وقرأ على النور السيفي نزيلها قطعة جيدة من
__________________
(*) الضحى : ٤.