البخاري رواية ودراية وأخرى من مسلم رواية ، وحضر عنده دروسا من «المحلّى الفرعي» و «شرح البهجة» للقاضي زكريا وأجاز له ، وكذا أجاز له فقه الشافعي حسب ما أخبره به البرهان بن أبي الشريف عن الزين القباقبي عن ابن الخباز عن الإمام النووي رضياللهعنه. وقرأ على الموفق الجراعي الحنبلي شيئا من البخاري رواية وأجاز له جميع ما يجوز له وعنه روايته كالشيخ المعمر نجم الدين الكناني الماتاني المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي بعد أن قرأ عليه شيئا من البخاري وجانبا من مسند أحمد رواية أبي علي الحسن بن المذهب عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله ابن الإمام أحمد عن أبيه رضياللهعنهما ، وكتب عنه ثبتا له حافلا.
ورحل في سنة ثمان وخمسين إلى القسطنطينية فأخذ رسالة الأسطرلاب عن نزيلها الشيخ غرس الدين الحلبي ، واجتمع بشيخ الإسلام الشريف عبد الرحيم العباسي فمدحه بقوله :
لك الشرف العالي على قادة الناس |
|
ولم لا وأنت الصدر من آل عباس |
حويت علوما أنت فيها مقدم |
|
وفي نشرها أصبحت ذا قدم راسي |
وفقت بني الآداب قدرا ورتبة |
|
وسدتهم بالجود والفضل والباس |
فيا بدر أفق الفضل يا زاهر السنا |
|
ويا عالم الدنيا ويا أوحد الناس |
إلى بابك العالي أتاك ميمما |
|
كليم بعضب عدت أنت له آسي |
فتى عادم الآداب يا ذا الحجى فما |
|
سواك لعار عن سنا الفضل من كاسي |
فأقبسه من مشكاة نورك جذوة |
|
وعلله من ورد الفضايل بالكاس |
وسامحه في تقصيره ومديحه |
|
فمدحك بحر فيه من كل أجناس |
فلا زلت محمود المآثر حاوي ال |
|
مفاخر مخصوصا بأطيب أنفاس |
مدى الدهر ما احمرت خدود شقايقي |
|
وما قام غصن الورد في خدمة الآس |
ثم استجازه رواية البخاري فأجاز له.
ثم عاد إلى حلب وعرض عليّ رسالة ضمنها عشرين مسألة في عشرين علما على أسلوب رسالتي «أنموذج العلوم لذوي البصاير والفهوم».
ثم أطلعني على رسائل له أدبية منها «طالبة الوصال من مقام ذاك الغزال» المنسوجة على منوال «عبرة الكئيب وعبرة اللبيب» للصفدي و «شكوى الدمع المراق من سهام