إلى الشيخ عمر العرضي أنه هو الناصح للقاضي حتى أزال إنكاره عنه ، وهذه كرامة وكشف صريح من الشيخ رضياللهعنه.
قال : وسمعت من أناس متعددة أن رجلا أعجميا كان يربي السباع ، وكان معه سبع في زنجير من الحديد يدور به في الأسواق والطرق ويفرّج الناس عليه فيعطونه الدراهم ويرتزق به ويجعل ذلك كالحرفة له ، فمر ذلك السبّاع يوما من الأيام على مكان الشيخ ، فثار السبع وجذب الزنجير من يد السبّاع بقوته وهرب ولا زال هاربا والناس يفرون منه ، حتى دخلوا مكان الشيخ ودخل السبع ، فقال الشيخ : لا تخافوا من هذه القطيطة ، فجاء السبع وجلس بزنجيره قدام الشيخ وصار يلحس يديه ورجليه كالمقبل لها والشيخ يقول : يا مسكينه جو يعينه ، هاتوا رأس غنم ، فجيء به وجعل السبع يأكل ويهمهم ويهدر ، فجاء صاحب السبع فقال له الشيخ رضياللهعنه : لأي شيء تجوعيها ، خطيّة عليك ، فلما أتم أكل الرأس ضربه الشيخ بالعصا وقال : قومي روحي مع صاحبك ، فأخذه صاحبه وخرج به.
قال : وحكى بعض المترددين إلى الشيخ عند أخ لي كان نائبا في المحكمة الشافعية بحلب ، وكان أخي من المنكرين على الشيخ رضياللهعنه ، فرغبه ذلك الرجل في زيارة الشيخ فأبى أن يجيبه إلى ذلك ، فألحيت أنا عليه حتى طاوعني ، فذهبنا إلى زيارته ، وكنت إذ ذاك صغير السن ، فلما دخلنا على الشيخ قال لأخي : قفي يا قحبة لا تدخلي لا تقعدي روحي عنا ، فوقف أخي في ناحية المكان ودعاني الشيخ إليه وأدخلني بين رجليه وأخرج لسانه وحركه كأنه يريد بذلك تخويفي على سبيل الممازحة والملاطفة ، وقال لي : لأجل خاطرك ما ننكد عليها ونخليها تروح في شفاعتك ، والتفت إلى أخي وهو واقف على قدميه وقال له : روحي عنا وخليها لنا ، هذه مثلنا. ا ه.
وقال العلواني في «أعذب المشارب» : أخبرني الشيخ الكامل الشيخ عمر العرضي أنه عرضت له مصلحة دنيوية من جهة وظيفة وتعذر أمرها وتعسر ، قال : فذهبت إلى الشيخ أبي بكر أستمد منه ومن بركاته حل تلك القضية ، قال : وما كنت أذهب قبل ذلك إليه في أمر دنيوي ، قال : فلما حضرت عنده كلح في وجهي ، ثم بعد ذلك قال : قضيت المصلحة وانحلت العقدة ، فلما عدت من زيارته وجدت الأمر قد تم وانحلت القضية بعد تعسرها. (ثم قال) :
قال العلواني : وكان الشيخ رجلا جسيما وجيها مستدير الوجه كأن السكّر يقطر