١٠٧١ ـ رجب المعروف بالنجيب المتوفى سنة ١١٦٣
رجب المعروف بالنجيب الحلبي ، الأديب الشاعر اللبيب. كان غرة جبهة الدهر ، له الباع الطويل في الأدب ، والإشاعة والذكر عند بني حلب.
ولد سنة ثلاث وتسعين وألف ، ونشأ في التحصيل وشمر أذيال الاكتساب ، وتعلق بخدمة فريد وقته الفاضل يوسف الشهير بالنابي أحد شعراء الروم ، واكتسب منه فن الأدب ، وبه تأهل ونما وتسبب. وفوضت إليه كتابة القلعة العواصمية وكان لا يرى له مثيل ، حريري النباغة ، فاق ابن مقلة في التحرير ، وليس لشعره شبيه ونظير ، وكان أغلب شعره باللغة التركية والفارسية ، وآثاره بالعربية نزرة قليلة.
وكانت وفاته بقلعة حلب في سنة ثلاث وستين ومائة وألف رحمهالله.
١٠٧٢ ـ قاسم النجّار المتوفى سنة ١١٦٣
قاسم المعروف بالنجّار الحنفي الحلبي ، الشيخ الإمام العلامة. كان خير الأخيار ، ورحلة أهل المدن والأمصار.
ولد بحلب في محلة البياضة في سنة سبع وسبعين وألف ، وكان يكتسب بعمل يده يصنع الأقفال الخشب ، ويقرىء الفقه والعقائد والنحو والحديث. وأخذ وقرأ على أئمة أمجاد وشيوخ أطواد ، وكان يقرىء بالجامع الذي قرب داره بمحلة خراب خان ، وأقام بهذا الجامع إماما وخطيبا ومتوليا مدة ست وستين سنة ، وكانت الطلبة ترد عليه من غالب البلاد خصوصا من بلاد الروم لأخذ الفقه. وكان يحيي ليالي المواسم من السنة كليلة نصف شعبان والمولد الشريف وسائر ليالي رمضان بالذكر والتوحيد وصلاة التسبيح. ثم قبل موته بقليل أحضر لنفسه كفنا وأوصى وأوقف داره على الجامع المذكور.
وكان طويلا متماسكا ذا وجه منير ، وشيبة علاها نور العبادة المقبول بتأثير ، خفيف الصوت ، ذا وقار وعفاف. حج مرتين وكان يؤمل الثالثة فلم ينلها.
وكانت وفاته في سنة ثلاث وستين ومائة وألف ، وليوم وفاته مشهد عظيم ، ودفن في جامع خراب خان المذكور تجاه المحراب الصيفي من طرف الشمال ، وهو يزار رحمهالله. ا ه.