وأنه يسقط ، وأن المحل مرتفع ، فحرر مكتوبا إلى المذكور وأخبره أن في منزلك محلا عاليا صفته كذا لا تدخل إليه ، فلما وصل الكتاب امتنع ابن الخنكارلي المذكور من الدخول لذلك المكان لما يعلم من معرفة صاحب الترجمة ، فما مضى مدة يسيرة من الزمان إلا وسقط المحل ولم يصب ضرره لأحد من أهل المنزل. وله من هذا القبيل أشياء كثيرة.
وكان قوي الحافظة يحفظ «متن القدوري» وأكثر «شرح المنية» وغير ذلك ، ولما أجدى حاله ترك معاناة الرمل واشتغل بحفظ «شفاء» القاضي عياض ، فلما أشرف على كمال هذا الكتاب دعاه داعي المنية فأجاب ، ولم يتيسر له الإتمام ، غير أنه فاز بحسن الختام.
وله نظم ، فمنه قوله مشطّرا موجّها في صنعته :
وشقائق قالت لنا بين الربى |
|
يا من له في الإتصال مرام |
منا طريق الإجتماع فإن ترد |
|
دع وجنة المحبوب فهي ضرام |
هل أنبتت قبل العوارض مثلنا |
|
نبتا بحمرة شكله إلمام |
أم هل يضاهينا النقي بخده |
|
قلت اسكتوا لا يسمع النمّام |
وشطّرهما الشيخ علي الميقاتي الحلبي فقال :
وشقائق قالت لنا بين الربى |
|
وبنا إلى ورد الخدود غرام |
والميل يحدث للنظائر غيرة |
|
دع وجنة المحبوب فهي ضرام |
هل أنبتت قبل العوارض مثلنا |
|
نبتا له عند الملوك مقام |
ويماثل النعمان آس عذارها |
|
قلت اسكتوا لا يسمع النمّام |
وشطّرهما الشيخ أحمد الحلوي الحلبي فقال :
وشقائق قالت لنا بين الربى |
|
لما زها نوّارها البسام |
إن كنت من أهل المعارف والذكا |
|
دع وجنة المحبوب فهي ضرام |
هل أنبتت قبل العوارض مثلنا |
|
نورا تحار بنوره الأفهام |
أم صبغها أضحى يحاكي صبغنا |
|
قلت اسكتوا لا يسمع النمّام |
وكانت وفاته في سنة اثنتين وستين ومائة وألف رحمهالله تعالى.