العباد إلى الله ، والدليل على ذلك الوالدان ، ثم عطف الله القول على ابن حنتمه وصاحبه ، فقال في الخاصّ : (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي)(١) يقول : في الوصيّة ، وتعدل عمّن أمرت بطاعته ، فلا تطعهما ، ولا تسمع قولهما ، ثم عطف القول على الوالدين فقال : (وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً)(٢) ، يقول : عرف الناس فضلهما ، وادع إلى سبيلهما ، وذلك قوله : (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ)(٣) ، قال : إلى الله ثم إلينا ، فاتّقوا الله ولا تعصوا الوالدين ، فإنّ رضاهما رضا الله ، وسخطهما سخط الله» (٤).
وقال علي بن أبي طالب عليهالسلام : «سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : أنا وعلي أبوا هذه الأمّة ، ولحقّنا عليهم أعظم من حق أبوي ولادتهم ، فإنا ننقذهم ـ إن أطاعونا ـ من النار إلى دار القرار ، ونلحقهم من العبودية بخيار الأحرار» (٥).
وقال الحسن بن عليّ عليهماالسلام : «من آثر طاعة أبوي دينه : محمد وعلي عليهماالسلام على طاعة أبوي نسبه ، قال الله عزوجل له : لأوثرنّك كما آثرتني ، ولأشرّفنّك بحضرة أبوي دينك كما شرّفت نفسك بإيثار حبهما على حب أبوي نسبك» (٦).
* س ٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ) (١٠)
[سورة العنكبوت : ١٠]؟! الجواب / قال علي بن إبراهيم : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا
__________________
(١) لقمان : ١٥.
(٢) نفس المصدر.
(٣) نفس المصدر.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٤٨.
(٥) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ص ٣٣٠ ، ح ١٩٠.
(٦) نفس المصدر السابق : ص ٣٣٣ ، ح ٢٠١.